قصة أم الشهيد المقدسي محمد أبو عبيد والقطايف.. حين يحضر الغائب في كل شيء
القدس المحتلة - القسطل: يعيد شهر رمضان المبارك لـ فدوى عبيد من بلدة العيساوية شمال شرق القدس، ذكريات مع ابنها الشهيد محمد، جمعة مائدة الإفطار، وسؤاله اليومي عن موعد أذان المغرب: "متى بدو يأذن؟"، لكن السؤال هذا العام ثقيلا إن سمعته من شخص آخر، محملا بحزن وفراق ودم وبشاعة احتلال يخطف الأرواح دون حساب.
شبكة "القسطل" قابلت أم الشهيد محمد عبيد خلال إعدادها للقطايف، والتي تعدّ الحلويات الرمضانية الأشهر، لكن بركة الشهيد تحضر في كل الأوقات والمعاملات، كما تشير، فسرّ الإقبال على القطايف التي تصنعها وتبيعها "يدي أم الشهيد.."، لتكتشف أن الشهيد لا يزال مقدسا في وعي المقدسيين، وحاضرا رغم التغييب الأبدي القسري.
تقول أم الشهيد عبيد، "خلال الشهر الفضيل نقوم بإعداد القطايف، وقبل العيد أبدأ بتجهيز معمول العيد، الذي يطلبه الزبائن". لكن الشهيد يحضر مرة أخرى في حديث أمه، فتستذكر خلال حديثها لـ"القسطل" كيف كان معينا ومساعدا لها في إعداد حلويات العيد.
تعود أم الشهيد عبيد لتربط بين تفاصيل يومها في غياب ابنها بأيام كان حاضرا فيها، فتقول: "كان محمد يحب الأكلات الشعبية، المنسف والمقلوبة وورق الدوالي وعصير اللوز". تبتسم ثم تستدرك قائلة: "كان دائما ما يقول لي قبل الإفطار، والله يما جعت بدي أوكل، وينتا الأذان!".
وتوجه أم الشهيد عبيد في ختام حديثها رسالة لأهالي الشهداء: "أدعو أمهات الشهداء للفخر بهم، ولعمل الأشياء التي كانوا يحبونها، فهم نالوا الشهادة التي هي مصدر اعتزاز".
. . .