الحناجر المقدسية تصدح "قولًا وفعلًا".. لن يغلق بابُ مدينتنا
القدس المحتلة - القسطل: شبابٌ يدافع عن أرضه وعرضه ومسجده وبلاد الله المقدسة، لم ينتظروا تهديدات قطعان المستوطنين المتطرفين التي أسموها بـ"الانتقام"، وبين صاحب الحق والسارق الآن تحدث مواجهة حقيقية في ساحات باب العامود أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
مواجهاتٌ تخللها الضرب وعملية الكر والفر، ومواجهةٌ للرصاص وللمياه العادمة، لا داعِ للحديث عن مدى سوءها.
مئاتُ المغتصبين الصهاينةِ تسلحوا بالعنصرية والتطرف والإجرام بحماية جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة، مقابل الشباب الفلسطيني الذي تسلح بالصمود والحق، والنتيجة "المستوطنون لم يصلوا باب العامود"
فمنذ بداية شهر رمضان المبارك كثفت قوات الاحتلال تواجدها في منطقة باب العامود، وأغلقت ساحته بالحواجز الحديدية ومنعت أي تواجد للفلسطينيين في المنطقة، ومع استمرار إغلاق ساحة باب العامود واحتدام المواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في محاولة لفتح الساحة من جديد وسط تشديد أمني مسلح للمنطقة من قبل قوات الاحتلال، ومع دعوات المنظمات الإرهابية المتطرفة للمستوطنين بالدعوة إلى التجمع للوصول للساحة باب العامود ورفع العلم الإسرائيلي هناك، أثار ذلك غضب المقدسيين وقالوها عنوةً أنّ هذا الاستبداد لن يمُر وركضوا إلى المواجهة بصدورهم العارية مسلحين بإيمانٍ راسخٍ متجذر في قلوبهم، فكان صوتهم واحد وفعلهم واحد، وكانوا كالجسد الواحد اجتمعوا ليقولوا للاحتلال بأن المعادلة يفرضونها هُم، وأن القانون يضعه أهل البيت لا دُخلائِهِ، فكانَ قولهم صادقًا وفعلهم ثابتًا، لم يُثنِهِم اعتقال أو تنكيل.. غايتهم الأقصى وكل الطرق إليه.
هذا هو البيع، لا من ادعاه قطاع الطرق الذين يحاولون دائمًا كسر صمود الفلسطينيين والمقدسيين بشكلٍ خاص، وتشويه هدفهم ومقاومتهم، ويتلون رواية الاحتلال بالحرفِ الواحد، وكعادة الشباب المقدسي الخلاصُ حتمي بقلب موازين المعادلة على الرغم من محاولات التشويه والإضعاف والعرقلة، ولم يتمكن المستوطنين من الوصول لباب العامود أو الاقتراب منه، وجدوا المقدسيين يقفون لهم بالمرصاد لتبدأ المواجهة في محيط الباب، واستبسل الشباب بالموجهة والدفاع عن المدينة المقدسة في وجه قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال ليثبت أهل القدس أنهم الحُماةُ لها.. درعٌ في مواجهة الطغيان والرصاص..
الهتاف.. الدبكة، والجكر الفلسطيني كانت أشياء حاضرة بقوة في الاستبسال في المواجهة، لتكون هذهِ أيضًا رسالة بأننا شعبٌ نقاتل بك الوسائل، وأن هذا الجيل لن ينسى، لن يستكين ولن يقبل بالمحتل مُطلقًا، فالقُدسُ مرتقَبٌ، فسلامُ الله على قدسنا.. على الثوار وثورة القدس المشتعلة، حتى ينضب المحتل.. لا التقاء حتى بالهتاف، القطعان التي لا أصل لها هتفت "الموت للعرب"... وصاحت حناجر المقدسيين "ارفع إيدك وعلي.. الموت ولا المذلة"، لترتسم المعادلة العكسية المدهشة بين المقدسيّ وواقعنا، فكلما ازداد الواقع سوءًا.. التخاذل والقمع والتذلل؛ ازدادَ الشبابُ المقدسي عنفوانًا وصمودًا وعِزة.
فلم يترك الاحتلال طريقًا حاول فيه كسر المقدسيين وصمودهم إلا واتخذه، من إجراءاتٍ وسياساتٍ قمعية واستبدادية بحق المدينةِ وأهلها، ولكن السواعد المقدسية حققت صورة النصر التي أرادتها في منطقة باب العامود، وتركوا هذه الصورة مفتوحةً، وأنّ المعركة بدأت للتو، والبداية لها تتمة قادمة.. ويبقى الحديثُ مفتوحًا إلى مواجهاتٍ متتالية وانتصارات أخرى.. ولسانُ حالِ المقدسيين يقول: لن يغلق بابُ مدينتنا
. . .