الإعلامي المقدسي عنان نجيب: لا صوت يعلو فوق صوت الميدان في القدس
القدس المحتلة - القسطل: أكد الإعلامي المبعد عن القدس، عنان نجيب أن العاصمة حاضرة بصدور أبنائها، وهبّتهم المتواصلة منذ الليلة الأولى لشهر رمضان، وصمودهم أمام قمع المحتل، رسالة للاحتلال وأعوانه والمطبّعين العرب أنه رغم كل الألم والانتهاك الذي تعيشه المدينة وأهلها إلّا أن أبناءها أثبتوا أن لا صوت يعلو فوق صوت الميدان وحقّهم الذي يحاول الاحتلال انتزاعه.
وقال نجيب لـ”القسطل” إن الهبّة الشعبية كانت وليدة الضغط الذي مارسه الاحتلال على المقدسيين طوال الفترة الماضية، ومحاولة فرض سيادته على مدينة القدس وعلى باب العامود، أكثر الأبواب حيوية وأحد مداخل البلدة القديمة المهمة والتي تعني للشبّان الكثير.
واستذكر كيف حاول الاحتلال أن يسيطر على باب العامود والساحة والمدرّج الخاص به، فوضع ثلاث نقاط عسكرية للشرطة، وعزّز المراقبة من خلال نشر العشرات من الكاميرات في محيطه، ومنعت الشرطة خلال الأيام العادية تواجد الشبّان المقدسيين وجلوسهم في المكان، كما عمل على تهويده من خلال تغيير اسمه من باب العامود إلى اسم مجنّدتين قُتلتا خلال عمليات فدائـية في العاصمة.
وأكّد أن سر نجاح الهبّات في مدينة القدس هو عدم وجود سلطة تنفيذية تابعة لسلطة الحكم الذاتي، وعدم تدخّل الأوساط السياسية الرسمية الفلسطينية فيها، لأن هذه الأوساط ستذهب بأي حراك شعبي لخدمة أجندتها وتحقيق مكاسب سياسية، وبالتالي دخولها على خط الهبّة والتحدّث باسمها ومحاولة احتوائها سيضرها ويُضعفها.
كما بيّن أن من العوامل المهمة لاستمرار الهبّة المقدسية الحالية، عدم تحميل الشبان أكثر من طاقتهم، فهذه الهبّة جاءت لاستراد حيّز مكاني وهو باب العامود، تمامًا مثل هبة “باب الرحمة”، أماكن يُحاول الاحتلال سلبنا إياها في المدينة.
وقال إن هذه الهبّة انطلقت أيضًا بالتزامن مع دعوات المستوطنين وجماعات “الهيكل” المزعوم إلى اقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي ومكثّف في الـ28 من شهر رمضان المُبارك، وتدنيس المسجد فيما يسمى “يوم القدس” (يوم احتلال الشطر الشرقي من المدينة).
ونوّه إلى أن المستوطنين كثّفوا من دعواتهم لاقتحام المسجد الأقصى بعدما لقّنهم الشبان المقدسيون دروسًا لن ينسوها أبدًا، وكذلك عناصر شرطة الاحتلال الذين أُصيب عدد منهم خلال المواجهات الليلية في بابي العامود والساهرة والبلدات المقدسية.