القدس لن تترك وحدها.. الشعوب تخرج تضامنا ونصرة للشباب المقدسي
القدس المحتلة - القسطل: القدس بوصلة الأمة، مقولةٌ ترددها معظم الأوساط الشعبية في العالم العربي، وتؤكد عليها القوى الوطنية والإسلامية، ولعل المحك الأبرز لاختبار تلك المقولة، وسؤالها لدى الجماهير في الوطن العربي، موجات التصعيد والمواجهات خلال الهبات الشعبية والانتفاضات في القدس، وفلسطين المحتلة، واليوم ومع اندلاع هبة باب العامود وتجدد المواجهات بين الشباب المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أبدعت الجماهير العربية، وفلسطينيو الشتات في تضامنهم ومناصرتهم للمرابطين الصامدين في القدس، في موجة تجدد حراكها الشعبي.
الأردن
الأردن جارة فلسطين، وصاحبة الحدود الأكبر معها، وفي بعض مدنها، كعمّان ومأدبا، تبلغ المسافة بين تلك المدن، والقدس، أقل من 60 كليومتراً، وقيّل سابقاً فإنّ الحجر الذي يُلقى في القدس، يدوي صداه في عمّان، وبعد استمرار المواجهات بين الشباب المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في باب العامود، ومختلف ضواحي القدس، أعلنت الحركة الإسلامية في الأردن، والفعاليات الشعبية والوطنية واليسارية والقومية عن تنظيم عدد من الفعاليات التضامنية والاحتجاجية في مختلف مناطق الأردن.
وشهدت الأردن أمس، العديد من الوقفاتٍ تضامنية، عقب صلاة العصر، وكانت المساجد هي عنوان تلك الفعاليات الأبرز
بدعوةٍ من الحركة الإسلامية في الأردن، أقُيمت العديد من الوقفات أمام المساجد، في العاصمة الأردنية عمّان، بعد صلاة عصر، يوم السبت، 25/4/2021، وتوزعت الفعاليات على: مسجد نزال الكبير، ومسجد أبو حنيفة النعمان، في مخيم الحسين، ومسجد صويلح الكبير، ومسجد حذيفة بن اليمان.
وفي محافظة الكرك، جنوب الأردن، نظمت الحركة الإسلامية وقفةٍ، بعد صلاة عصر أمس، أمام مسجد المرج، وسط مدينة الكرك، شارك فيها العشرات من أبناء المحافظة.
ولكن الحدث الأبرز، والفعالية الأهم، مساء أمس السبت، كانت المسيرة الشعبية العفوية، التي شهدها مخيم البقعة، أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في الأردن، إذ شارك المئات من أبناء المخيم في مسيرةٍ عفويةٍ انطلقت من جامع القدس، غرب المخيم، لتصل إلى دوار العودة، وسط المخيم، ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية والأردنية، وجابوا أزقة المخيم، مرددين الأهازيج الفلسطينية، التي كان تردد خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وانتفاضة الأقصى، وهتاف: " بالروح بالدم نفديك يا أقصى "، و " وجيتك يا القدس نادي ونادي ع ثوار بلادي ".
علق الناشط الشبابي في مخيم البقعة أسامي العبسي، قائلاً: " لا يجب اخراج المخيمات من معادلة الصراع، على المخيمات ان تبقى مستمرة في غضبها وثورتها وتراكم سنين الثأر التي حملها أجدادنا في كل مكان ووقت، الى واجهة الحدث باستمرار يداً بيد وكتف بكتف مع الجماهير في الأرض المحتلة، ودفعها على الدوام نحو واجبها المقدس ".
تستمر الفعاليات المتضامنة مع صمود المقدسيين، الوم الأحد، متوزعةً على معظم المحافظات الأردنية، إذ ستنظم وقفةٌ جماهيرية عقب صلاة عصر الغد من أمام مسجد معان الكبير، في محافظة معان، أقصى جنوب الأردن، وكذلك الحال من أمام مسجد المفرق الكبير، في محافظة المفرق، وفي اربد من أمام مسجد مخيم اربد الكبير، وفي محافظة العقبة، من أما مسجد أبو داوود.
وتقيم الحركة الإسلامية في محافظة الطفيلة وقفةً تضامنيةً مع أهل القدس، أمام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في مدينة الطفيلة.
أما مسجد الجامعة الأردنية، فسيشهد اليوم، وعقب صلاة العصر، سلسلةً بشريةً تنظمها الحركة الإسلامية، وسوف يسبقها سلسلةٌ بشريةٌ ستقام تمام الساعة الرابعة، في محيط شارع الجامعة الأردنية، بدعوةٍ من القوى اليسارية والقومية، وجمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، وحركة الاردن تقاطع، ومجموعة عدالة وتحرر، وكتلة العودة الطلابية، وكتلة ابناء المخيمات، كتلة التجديد العربية الطلابية.
سعد عاشور، عضو مكتب سياسي في الحزب الشيوعي الأردني، وفي تصريحٍ خاص منه لموقع القسطل، عبر عن أمله وأمل أبناء الشعب الأردني، بالهبة المندلعة حالياً في القدس المحتلة، وأنها تأتي في سياق الرد على الغطرسة الصهيونية من جهة، وعلى موجة التطبيع الرسمي العربي، من جهة أخرى، وقال عاشور: " ونركز هنا على الرسمي العربي، إذ أنّ الشعوب العربية، في كليتها، مع الحق المشروع للشعب الفلسطيني في كنس الاحتلال، باستخدام كافة وسائل المقاومة الشعبية، وغيرها. الشعب الفلسطيني هو الشعب الأخر الذي لا يزال يقبع تحت الاحتلال ".
وأضاف عاشور: " منذ ما يزيد عن 70 عاماً، والقضية الفلسطينية لا تزال تراوح بين المد والجزر، ولا يزال الاحتلال يتلقى شتى سبل الدعم من الإمبريالية والقوى الرجعية العربية ".
وتابع سعد عاشور: " نحن في الأردن لا نعتبر أنفسنا داعمين، نحن نعتبر أنفسنا شركاء في هذه القضية المركزية، ولا تزال القضية الفلسطينية عند الأردنيين، وعند الشعب الأردني، هي الهم الأكبر، ونحن نسعى بكل الوسائل للنضال وإلى تظافر الجهود معهم بما نستطيع أن نقدم إلى شعبنا العربي الفلسطيني ".
وختم سعد عاشور مداخلته قائلاً: " نحن ندعم بكل ما أوتينا من قوة هذا التحرك الشعبي الفلسطيني في القدس، وفي كل الأرض الفلسطينية المحتلة، وندعم مقاومة الشعب الفلسطيني، بكل أشكالها وألوانها، ونعتقد أنّ الشعب الفلسطيني اليوم، أصبح المخرز الذي سيقلع عيون المطبعين والخونة، وعيون المتعاونين، والشعب الفلسطيني لطالما كان بوصلة المنطقة العربية وشعوبها ".
أما نعيم جعابو، القيادي في الحركة الإسلامية في الأردن واللجنة الشعبية في مخيم البقعة، فقد أكدّ على أهمية ومركزية دور فلسطينيي الشتات في دعم وإسناد الهبات الشعبية والثورات في القدس المحتلة وسائر فلسطين، وقال جعابو: " إننا في الأردن، وفي البلد الذي يمتلك أكبر حدودٍ من فلسطين المحتلة، نعلم أنّ كل ما نقوم به من فعالياتٍ للتضامن مع إخواننا في القدس، له أثرٌ مباشرٌ في صمودهم، وإننا نطمح لكي يكون هذا الدور، دورٌ فعلي في الوقوف مع إخواننا المرابطين في القدس وسائر فلسطين ".
وأشار نعيم جعابو إلى أنّ الحركة الإسلامية، ومنذ اليوم الأول للهبة، قد عممت على كافها فروعها وشعبها بضرورة تنظيم الفعاليات التضامنية في كافة محافظات الأردن، وهو ما جرى فعلاً، أما مخيم البقعة فقد شهد مسيرةً جماهيريةً حاشدة، بدعواتٍ عفوية من أهالي المخيم، ويجري الآن التنسيق بين القوى الوطنية والإسلامية في المخيم لاستدامة الفعاليات التضامنية الداعمة لحراك المقدسيين، في هبة باب العامود.
لبنان
بيروت خيمتنا الأخيرة، هذه الجملة التي ترسخت في عقول وقلوب معظم أبناء الشعب الفلسطيني، ولطالما كانت لبنان، محط ركاب أبناء الشعب الفلسطيني، وفيها الداعمون لمقاومته، وفي لبنان، أكثر من 12 مخيماً فلسطينياً، تعلقت قلوبهم بالقدس، ومنّى أبناءها النفس بأن يفدوها الغالي والنفيس.
تضامنًا مع مدينة القدس المحتلة وهبة الثائرين فيها، خرجت مسيراتٌ شعبية ونُظمت وقفات بالمخيمات الفلسطينية في لبنان كافة، رفضاً لمشاريع الاحتلال الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ودعماً لصمود المقدسيين في باب العامود، وما حولها.
بدأت الفعاليات الشعبية مساء الجمعة من مخيمي نهر البارد وشاتيلا، لتتبعها اليوم وقفاتٌ ومسيراتٌ حاشدة، أمس السبت، لتؤكد تلك الفعاليات على أنّ قضية القدس لها أهمية عند اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
واعتصم المئات من أبناء مخيم برج البراجنة، جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، أمس السبت عقب صلاة التراويح أمام مسجد الفرقان، هاتفين للقدس والأقصى: " أعلناها للملايين نموت وتحيا فلسطين" ، " لا ما نسينا لا ما نسينا عكا وحيفا من أراضينا "، فيما رفعت الأعلام الفلسطينية واللافتات الداعمة لتحركات أهالي القدس المحتلة.
وإلى شمال لبنان، وفي مخيم نهر البارد، خرجت مسيرة حاشدة بعد صلاة التراويح، أمس السبت، لليوم الثاني، وانطلقت المسيرة الحاشدة بطريقة عفوية، وصدح خلالها هتاف المئات: " سلحونا سلحونا، على الأقصى ابعتونا ".
وفي مخيم عين الحلوة، في مدينة صيدا جنوب لبنان، انطلقت مسيرة حاشدة، رفعت فيها الأعلام الفلسطينية وصدحت الأغاني والأناشيد الثورية الحماسية.
المسيرة جالت أزقة المخيم، وأكدت على دعمها الكامل لنضال الشباب المقدسي في وجه ظلم وبطش الاحتلال الإسرائيلي، وهتف المتظاهرون: " عروس الثورة فلسطين.. رح تبقى حرّة فلسطين ".
وفي مخيم المية ومية، في مدينة صيدا، انطلقت مسيرة حاشدة بدعوة من الفصائل الفلسطينية، رفع فيها الأعلام الفلسطينية والفصائلية، وأكدت الكلمة التي تليت باسم هيئة العمل الفلسطيني الموحد والقوى الإسلامية، على ضرورة إشعال انتفاضة مثمرة على كامل الأراضي الفلسطينية.
الصحفي والناشط الفلسطيني، ومدير شبكة أمجاد الإخبارية، مازن كريّم، وفي تصريحٍ خاص منه لموقع القسطل، تحدث رسالة وأهمية فعاليات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ودورها في إيصال صوتهم، ودعم الحراك الشعبي في القدس، والمتمثل بهبة باب العامود، وقال أبو عبيدة: " رسالتنا كلاجئين فلسطينيين في لبنان إلى أهلنا في الداخل الفلسطيني، رغم أنّنا ولدنا في الشتات وفي مخيمات اللجوء، إلا أن فلسطين والقدس هما الأمل الذي نحيا من أجله ".
وأضاف مازن كريّم: " نؤكد مراراً وتكراراً أننا مصرّون حتى آخر نقطة دم تجري في عروقنا على أن القدس وفلسطين لنا من النهر إلى البحر، وسنرجع يوماً إلى وطننا مهما طال الزمن، وستبقى مدينة القدس المنارة التي نهتدي بها في طريق النضال من أجل العودة الحتمية ".
وختم كريّم مداخلته قائلاً: " من مخيمات الشتات نوجه تحية إكبار وإجلال للمرابطين والمنتفضين في مدينة القدس، من أبناء الضفة والداخل الفلسطيني المحتل عام 48، والى كافة فصائل المقاومة الذين لبوا نداء القدس والأقصى المبارك، وهذه رسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر أن معركتنا واحدة، وأن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس وأهلها خط أحمر، وهم جوهر الصراع مع هذا العدو الغاصب والاعتداء عليهم هو اعتداء على كرامة الأمة العربية والإسلامية جمعاء ".
أما الناشط الفلسطيني، المقيم في لبنان، محمود الحاج موسى، فقال: " منذ اللحظات الأولى التي انطلقت فيها شرارة الانتفاضة في القدس المحتلة، هب أهلنا في مخيمات لبنان، كما هو الحال في غزة والضفة ومعظم الأراضي الفلسطينية، من الرشيدية وشاتيلا وبرج البراجنة وعين الحلوة ونهر البارد والبداوي والبص وبرج الشمالي والمية ومية، وكافة التجمعات الفلسطينية في لبنان، طرقوا جدار الخزان ليؤكدوا على أنّ الشعب فلسطيني بكافة أطيافه وأماكن تواجده شعب واحد في مواجهة الاحتلال ومشاريعه ".
وختم الحاج موسى كلامه قائلاً: " إنّ ملاحم العزة والثبات والصمود والتحدي التي سطرها اخواننا في القدس لهي أكبر دليل على أننا شعب قادر، بأننا نملك القدرة والعزيمة وبالتالي لا يجب أن نتراجع قيد أنملة خاصة إذا ما تعلق الأمر بأقدس مقدساتنا - الاقصى الشريف ".
. . .