“بنصير عالرصيف.. بنعيش برّة”.. ما مصير أهالي الشيخ جراح؟
القدس المحتلة - القسطل: كل حجر في منازلهم تتحدّث عن قصة من قصص أهل حي الشيخ جراح المهددين بترحيلهم وتهجيرهم من بيوتهم لإحلال مستوطنين مكانهم.
القصة بدأت منذ سنوات طويلة، ودارت قضيتهم في أروقة محاكم الاحتلال، حتى تم إصدار القرار النهائي بترحيلهم بشكل نهائي. 28 عائلة مقدسية في الحي ستُهجّر من منازلها تباعًا، أربع عائلات منها قضت المحكمة بإخلائهم منها في شهر أيار القادم، وثلاث عائلات في بداية شهر آب القادم.
عام 1956 أُنشئ حي الشيخ جراح بموجب اتفاقية وُقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الإنشاء والتعمير، وفي حينه استوعب الحي 28 عائلة فلسطينية مهجرة.
يقضي الاتفاق بدفع إيجارات لمدة ثلاثة أعوام وتصبح المنازل بعدها ملكًا لهم، وانتهت عقود الإيجار عام 1959، لكن بعد النكسة واحتلال ما تبقى من فلسطين، حالت الحرب دون متابعة تفويض الأراضي وتسجيلها بأسماء العائلات، لتنقلب الأحوال رأسا على عقب، بعد قيام جمعيات استيطانية بتزوير وتسجيل ملكيتها لهذه الأراضي عام 1972، لتبدأ بعد ذلك المحاكم عام 1982.
يطالب أهالي الحي، الأردن بتزويدهم بكافة الأوراق والمستندات الرسمية المصادق عليها من قبل الحكومة الأردنية والتي تثبت ملكية الأهالي للأرض التي يسكنوها منذ عام 1956، ويطالبون الملك عبد الله والمجتمع الدولي ووكالة الغوث (الأونروا) بالضغط الجدي على حكومة الاحتلال لإيقاف التطهير العرقي الذي يحصل في الحي والعاصمة.
بحسب الأهالي، حتى اللحظة لم يسلّم الأردن الأوراق المطلوبة، وهم يدعون كافة الفلسطينيين إلى إسنادهم والتواجد اليومي معهم في مواجهة التطهير العرقي وإخلاء الحي.
وما زال النشطاء يُطلقون الحملات الإلكترونية المُساندة للشيخ جرّاح، آخرها تصميم تضامني يحوي الوسم الذي يتم التغريد عليه في جميع المنشورات المتعلقة بالحدث “انقذوا حي الشيخ جراح” مع صورة للمتضامن معهم، على أن يتم توحيد الصورة الشخصية لمنصات التواصل الاجتماعي من خلال هذا التصميم أيضًا.
الحملة تهدف إلى توسيع رقعة التضامن والإسناد لإيصال صوت أهالي حي الشيخ جراح في كل العالم، وأنهم صامدون رغم كل ما يفعله الاحتلال بهم، وكما قال المقدسي نبيل الكرد: “إزا طلّعونا من بيونا.. بنصير عالرصيف.. بنعيش برّة”.