ليلةٌ مُشتعلة .. الشيخ جراح يُقاوم ويتصدّى
القدس المحتلة - القسطل: منذ ساعات الإفطار وحتى ساعات الفجر الأولى والمواجهات متواصلة في حي الشيخ جراح في القدس، حيث عشرات الشبان المُناصرين للعائلات الفلسطينية والمتضامنين معهم، والمستوطنين الذين يختبئون خلف قوات شرطة الاحتلال التي تواجدت لحمايتهم.
مراسلو “القسطل” كانوا في قلب الحدث ووثقوا اللحظات الأولى لاعتداء المستوطنين على أهالي حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم، وسنسرد لكم تفاصيل ما حصل منذ البداية.
خلال ساعات العصر وفي خطوة استفزازية، نصب عضو الكنيست ايتمار بن جبير خيمة ووضع مكتبًا ميدانيًا له في الحي، مقابل الموائد الرمضانية التي يُقيمها أهالي الشيخ جراح يوميًا، كما تجمع عشرات المستوطنين في المكان.
وبالتزامن مع تحضير مائدة الإفطار في الحي للأهالي والمتضامنين، قام المستوطنون بتخريب المائدة قبل موعد أذان المغرب، كما رشّ أحد المستوطنين، المتواجدين بالغاز وفرّ من المكان. في ذلك الوقت بدأت المواجهات بعدما تصدّى الشبان للمستوطنين واقتلعوا الخيمة التي نُصبت لاستفزازهم.
قوات الاحتلال قمعت المتظاهرين وحاولت تفريغ المكان، لكنها لم تستطع، فإرادتهم كانت أقوى. فكلّما قمعهم الاحتلال أكثر، كانوا يزدادون ثباتًا وإصرارًا على المواصلة، فهتفوا للقدس والأقصى، وأصواتهم علت بالتكبيرات أرجاء المكان.
الشبّان أقاموا صلاة المغرب على إسفلت الشيخ جراح، والمستوطنون رفعوا أصوات الموسيقى في محاولة للتشويش عليهم، وما إن انتهى الفلسطينيون من صلاتهم حتى صدحت أصواتهم عاليًا بـ“اللهم انصرنا على اليهود”.
حاولت شرطة الاحتلال إخلاء الحي من جميع المتضامنين، واعتدت على الفرق الطبية والطواقم الصحفية، وشنّت حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 15 شابًا، وأطلقت القنابل والرصاص المطاطي، ما تسبّب بعشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين.
وبحسب مركز معلومات وادي حلوة فإن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من؛ أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور، آدم يعيش، إسلام غتيت، نور الشلبي، بشار يعيش، جلال الجعبري، أحمد سراحنة، شفيق طه، يوسف سرحان، معتز درويش، أدهم شرقاوي، محمد شويكي، محمد شريتح ، وزكريا الجعبري.
كما أفادت مصادر محلية أن قوات من المستعربين التابعة للاحتلال اعتقلت شابًا بعدما اعتدت عليه بالضرب المُبرح أثناء تواجده في الشيخ جراح، وهو الشاب أحمد محمد درباس من العيساوية.
وأوضحت جمعية الأمل للخدمات الصحية لـ"القسطل" أن طواقمها تعاملت مع 31 إصابة خلال المواجهات التي اندلعت في الشيخ جراح، من بينها 7 إصابات بالرصاص المطاطي، و4 بقنابل الصوت، و9 اعتداء بالضرب من قبل الاحتلال، و11 أُصيبوا بغاز الفلفل.
رغم القمع والضرب المتواصل هتف الشبان بـ”جنة جنة جنة تسلم يا وطنّا”، وغنّوا “يرحلون ونبقى.. والأرض لنا ستبقى.. ها نحن اليوم أقوى.. أقوى من كل الملاحم.. بيتي هنا أرضي هنا.. البحر السهل النهر لنا.. وكيف بوجه النار أسالم.. سأقاوم”.
واستمرّ كذلك استفزاز المستوطنين واعتداؤهم على الفلسطينيين، فتصدّى الشبان لذلك برشق حافلة “إسرائيلية” ومركبة للمستوطنين بالحجارة، وأضرموا النار في أخرى في الحي، حيث استدعت شرطة الاحتلال الإطفائية لإخماد النيران.
وفي السياق أيضًا، اعتدى مستوطنون على الشاب المقدسي نجم قطينة أثناء عودته من عمله وذلك قرب الشيخ جراح، ما استدعى نقله للعلاج في المشفى إثر رشه بغاز الفلفل وضربه بآلة حادة.