خلال تغطيتهم اعتداءات الاحتلال في الأقصى.. صحفيون كانوا تحت النّار
القدس المحتلة - القسطل: لم يكن يومًا عاديًا بالأمس، خاصة في باحات المسجد الأقصى المبارك وداخل أسوار البلدة القديمة، التي شهدت مواجهات عنيفة جدًا، تخلّلها إطلاق الرّصاص بشكل متعمّد باتجاه الجميع، وما كان لافتًا حقًا هو استهداف الصحفيين الفلسطينيين.
كان الصحفيون يوثّقون اللحظات الأولى لاقتحام عشرات العناصر من شرطة الاحتلال المدججة بالسلاح لباحات المسجد الأقصى، ومحاصرة المصلين المتواجدين داخل المساجد المسقوفة، إلى جانب إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز في كل اتجاه.
معظم الصحفيين كانوا يغطّون الأحداث وينقلونها من خلال هواتفهم عبر خاصية البث المباشر عبر “فيسبوك” إمّا على حساباتهم الشخصية أو على الصفحات الإخبارية التي يعملون فيها، وكانت إصاباتهم خلال تلك التغطية، إلى جانب الصحفيين الذين كانوا يوثّقون القمع بالصور والفيديو عبر كاميراتهم.
لم يسلم طاقم شبكة “القسطل” من تلك الاعتداءات الإسرائيلية حيث أصيب مراسلونا؛ أيمن قواريق، محمد سمرين، نسرين سالم، وبراء شلودي، إمّا بالرّصاص المطاطي أو قنابل الغاز أو الصوت وذلك أثناء تغطية الأحداث.
عشران الصحفيين أُصيبوا أيضًا، والتقت شبكتنا عددًا منهم. تقول الصحفية لواء أبو رميلة إنها كانت تُغطي الأحداث الحاصلة في المسجد الأقصى أمس قرب “باب المطهرة”، مع عدد من الصحفيات المقدسيات اللواتي كنّ يحتمين بالأروقة، وفجأة بدأت عملية إطلاق الرصاص المطاطي بشكل مكثّف”.
وتضيف لـ”القسطل” أن إحدى الرصاصات المطاطية أصابت رجلها، ما استدعى نقلها إلى عيادة الأقصى التي كانت تعجّ بالمصابين، حيث وُصفت إصابتها بالطفيفة، إلّا أنها ما زالت تؤلمها حتى الآن.
وتشير إلى أن قوات الاحتلال استهدفت أمس الطواقم الصحفية بشكل كبير، رغم أنهم يحملون بطاقاتهم ويلبسون اللباس الخاص بالصحافة.
أمّا الصحفية ميسا أبو غزالة فكانت إصابتها أصعب، حيث تم استهدافها بشكل مُباشر بالقنابل الصوتية، فأُصيبت في الجزء العلوي والسفلي من جسدها.
تقول أبو غزالة لـ”القسطل” إن الصحفيين كان يتجمعون مع بعضهم البعض ويوثقون الأحداث بكاميرتهم وعبر هواتفهم أيضًا، إلا أن الاستهداف كان واضحًا، ولم يُرد الاحتلال لأحد أن يوثّق ما يجري من اعتداءات وانتهاكات في المسجد الأقصى.
وتضيف أنها كانت مع عدد من الصحفيين والصحفيات على صحن قبة الصخرة المشرّفة، وإذ بقوات الاحتلال تُطلق القنابل الغازية بشكل مكثف، ليُصاب الجميع بحالات اختناق.
قوات الاحتلال تقدّمت باتجاه الصحفيين حيث عملت على إبعادهم وتفريغ صحن الصخرة، عبر إطلاق القنابل الصوتية بشكل عشوائي ما أدى إلى إصابة أبو غزالة بقنبلتين صوتيّتيْـن.
لم يتواجد أي مسعف في المنطقة التي تم استهداف الصحفيين والمصلين فيها، حتى استطاعت الصحفية أبو غزالة الاحتماء بأحد مكاتب دائرة الأوقاف، حتى وصول المسعفين.
“حسيت روحي رح تطلع.. أصابني وجع كبير.. لا يوجد أي مسعف حولنا بعدما فرّغ الاحتلال المكان من جميع المتواجدين”، تقول أبو غزالة.
بعد أن تمكن المسعفون من الوصول وتقديم العلاج لها، لم تتوقف أبو غزالة عن التغطية رغم إصابتها المباشرة. وتقول: “إصابتي كانت شديدة في الرّكبة، فأنا لا أستطيع الوقوف عليها الآن، وهي تحتاج إلى علاج ومتابعة”.
أمّا عن الصحفي أُسيد عمارنة فقد كتب عبر صفحته على “فيسبوك” عن استهداف جنود الاحتلال له برصاصة مطاطية من مسافة قريبة أثناء تغطية الأحداث في المسجد الأقصى، رغم إعلام الجنود بأنه صحفي.
ويقول: “لم أجد من يحملني للعيادة الطبية من هول الموقف، عدد الإصابات كبير، زحفت إلى أن دخلت العيادة التي كانت مكتظة بالمصابين، جروحهم مختلفة، وكانت الأولوية لعلاج الإصابات الأصعب”.
ويضيف: “مكثت نحو ثلاث ساعات قبل أن يصلني الدور لتقديم الإسعاف الأولي”. تم نقل عمارنة عقب ذلك للمشفى، حيث تبين وجود كسر بسيط في قدمه.
وعن الأحداث التي حصلت يقول: “ما رأيته اليوم من بسالة وشجاعة الشبان في مواجهة غطرسة المحتل وما تعرضوا له يجعلني أقف خجولاً من الحديث عن مثل هذه الإصابة”.
الصحفي الفلسطيني محمد عتيق كتب عبر صفحته أيضًا: "بينما نوثق اعتداء الاحتلال على المسجد الاقصى، والجريح تلو الاخر، كنا من بين الجرحى في بداية الاعتداء".
أما المصور عبد الكريم درويش، أُصيب مرتان خلال تغطية الأحداث في المسجد الأقصى أمس، ونشر صورة له عبر خاصية "الستوري" على فيسبوك تُظهر آثار الرصاص المطاطي.
وكذلك المصور صالح زغاري الذي تم استهدافه خمس مرات بالرصاص المطاطي من قبل جنود الاحتلال في المسجد الأقصى، واستمرّ في التغطية.