عن شهيد الشيخ جراح.. شاهر أبو خديجة
القدس المحتلة - القسطل: لم يعد شاهر أبو خديجة لزوجته وأبنائه ووالديه هذا اليوم، بعدما تركهم صباحًا، غاب ولن يعود، لكنّه سيعود مُحمّلًا على الأكتاف بعدما خضّبت دماؤه ثرى الشيخ جراح.
أبناؤه لن يحظوا بعناقه بعد اليوم، بعدما نفّذ عملية في القدس واستُشهد فيها عصر اليوم في الشيخ جرّاح، موجّهًا رسالة للاحتلال بأن أبناء الوطن لم يسكتوا ولن يسكتوا عن الظلم.
شاهر أبو خديجة الأربعيني ابن بلدة بلدة كفر عقب شمالي القدس المحتلة، متزوّج وأب لخمسة أبناء (4 ذكور وأنثى)، نفّذ عصر اليوم عملية دهس استهدف فيها عناصر شرطة الاحتلال التي نصبت حاجزًا عند مدخل حي الشيخ جراح -المهدد بتهجير أهله منه- ومنعت الصحفيين والمتضامنين مع الأهالي من دخوله.
أُصيب خلال العملية سبعة عناصر من الشرطة، وأُطلقت النيران باتجاه شاهر أبو خديجة، فاستُشهد في المكان. أغلقت الشرطة المكان، وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الدخول والخروج من وإلى الحي، وأطلقت القنابل الصوتية في كل مكان.
بكل فخر عرّف بنفسه وقال “أنا ابن اللد .. والد الشهيد شاهر”.. يقول محمود أبو خديجة لـ”القسطل”: “ابني تناول فطوره معنا، ثم غادر ظهرًا بعدما أبلغني ووالدته بأنه سيذهب لتصليح مركبته..”.
ويضيف: “عقب عدة ساعات، تم إبلاغنا بأنه نفّذ عملية دهس واستشهد بعدما قتله اليهود”.
مخابرات الاحتلال استدعت زوجة الشهيد وأبناءه وشقيقيه وائل وناصر للتحقيق في مركز “المسكوبية” غرب القدس المحتلة، وعقب ساعات من الاستجواب، تم الإفراج عنهم جميعًا باستثناء شقيقه ناصر الذي ما زال محتجزًا.
يقول والده: “قد تكون الأحداث التي حصلت في البلاد أثّرت على نفسيته، ما جعله يفعل ذلك، لكننا حقًا لا نعلم ما الذي حصل معه”.
بحسب والده، شاهر أبو خديجة كان “إنسانًا مرحًا ومحبوبًا لدى الجميع، حتى الغرباء كانوا يحبّونه، رحمه الله”.