زهدي الطويل.. أراد منحةً دراسية فنال منحةً إلهية "الشهادة"

زهدي الطويل.. أراد منحةً دراسية فنال منحةً إلهية "الشهادة"

القدس المحتلة - القسطل: كان من الطلاب المتفوقين في المدرسة، بل ويحضّر نفسه للثانوية العامة بكل ما أوتي من جهد وتعب كي يُحصّل ما يُريد، وهذا الأمر لم يكن غريبًا عليه، لطالما كان الطالب المُثابر والخلوق.

لكنّ الغريب، أن يتخذ زهدي خطوة عظيمة وكبيرة لم يكن يتوقّعها أحد من عائلته، رغم حبّه الشديد للوطن والمسجد الأقصى والصلاة فيه بشكل مستمر دون انقطاع، وهي تنفيذ عملية ضدّ الاحتلال في القدس.

خرج الفتى زهدي الطويل (17 عامًا) صباح اليوم الرابع والعشرين من شهر أيار الجاري، من منزله في بلدة كفر عقب شمالي القدس المحتلة، إلى مدرسته في بلدة الرام القريبة. خرج مودّعًا عائلته التي صُدمت نهار ذاك اليوم.

أول أمس، وعند الساعة الواحدة والنصف ظهرًا على وجه التقريب، أطلقت قوات الاحتلال نيرانها صوب فتى فلسطيني عند سكة القطار التهويدي الخفيف، قيل بحسب الإعلام العبري إنه نفّذ عملية في المكان.

سرعان ما اتّضح الحدث، حيث قام زهدي بطعن جندي إسرائيلي ومستوطن كانا في المكان القريب من حي الشيخ جراح، حيث وُصفت إصابتهما بالمتوسّطة وتم نقلهما لإحدى مشافي الاحتلال، فيما تُرك الفتى ينزف على الأرض حتى استُشهد.

يقول عم الشهيد محمد الطويل لـ”القسطل” إن زهدي خرج لمدرسته “الأمّة” في الرام، وبعدها لم تعرف العائلة عنه شيئًا.

تفاجأ والد الشهيد ظهر ذلك اليوم، باتصال هاتفي من أحد ضباط مخابرات الاحتلال، يستدعيه وزوجته وابنهما الكبير للتحقيق. وهناك تبلّغت العائلة بأن زهدي نفّذ عملية طعن في القدس استهدف من خلالها “إسرائيليين” وتم إطلاق النار عليه وتصفيته.

يقول عم الشهيد: “والده ووالدته وشقيقه علموا بما حصل من قبل المخابرات، لكننا نحن كنّا كغيرنا من الناس، شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو المصوّرة التي تُظهر زهدي ممدّدًا على الأرض، مكبّل اليدين، ينزف دمًا، وحقيبته المدرسية بجانبه”.

“قلنا أكيد مخربشين، يمكن مش هو، معقول هاد زهدي”، يقول محمد الطويل. ويبين أن وقع الصدمة كان كبيرًا، لم يصدّقوا في البداية، حتى تم تبليغ العائلة رسميًا من قبل الاحتلال.

ويضيف: “كان يحضّر زهدي نفسه للثانوية العامّة، وكان على يقين بنجاحه فتقدّم بطلب منحة لاستكمال الدّراسة الجامعية على الفور، لكننا تفاجأنا حقًا بما حصل”.

يتحدثّ عمّه عنه ويقول إنه كان فتى طموحًا، خلوقًا، هادئًا، كما أنه محبوب من الجميع، وراق جدًا في تعامله مع الآخرين، ومجتهد في دراسته.     

كان الفتى المقدسي مواظبًا على الصلاة في المسجد الأقصى الذي يعشقه، ويحُب وطنه حتى كُتبت له الشهادة على ثراه. يوضح عم الشهيد أن جثمان زهدي احتُجز ولم تسمح مخابرات الاحتلال لعائلته بالاطّلاع عليه أبدًا.

أما معلّم الشهيد عمار عليان، فقد كتب عبر صفحته على “فيسبوك” بعد أن عرف هويّة منفّذ العملية قائلاً: “يا شهـيد القدس.. يا شهـيد "الأمة الثانوية" .. ما هذه المفاجأة؟ لماذا لم تحقق ما كنا متفقين عليه لماذا؟ غداً كان موعدنا أيها الفيلسوف الفيزيائي الصغير عمراً والكبير مقاماً.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته والله إنه خبر هز كياني.. لكن ما نلته يا زهدي أفضل لك من متاع الدنيا وما فيها..”.

وأضاف: “كم كنت شاباً خلوقاً وملتزماً دينياً وعلمياً.. كنت أراهن عليك تسكر الفيزياء يا زلمة  100% .. لكن ولا نزكي على الله أحداً نلت ما هو أجمل.. نلت الشهادة يا زهدي.. رحمك الله يا أخي الصغير.. عشت مميزاً ومتّ مميزاً.. لن أنسى طموحك ولن أنسى كلماتك لي.. لما كنت تحكيلي "أستاذ بدي أصير زيك..  بس اوعدني بعد ما خلص توجيهي وتخرجني بمعدل ممتاز تكمل دكتوراة لإني بشوفك دكتور فيزياء وبحلم أصير زيك".

وختم بالقول: “والله ماني عارف شو أحكي الله يرحمك يا حبيبي وملقانا الفردوس بإذن الله..”.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: