ضمن سياسة التعتيم الإعلامي وتكميم الأفواه … الاحتلال يقمع الصحفيين المقدسيين
القدس المحتلة - القسطل: ضمن سياسته في تكميم الأفواه وعزل الرواية الفلسطينية عن العالم، يبذل الاحتلال كل جهده في سبيل قمع من يحاول أن يوصل الصورة الحقيقية لممارسات الاحتلال، وفي مسيرة الصحفيين الفلسطينيين آلاف الانتهاكات الموثقة خلال تغطيتهم لأحداث الاقتحامات والقمع والتنكيل الممارسة ضد الفلسطينيين بشكل عام، ومع أحداث هبة القدس الأخيرة، وخسارة الاحتلال لصورته الإعلامية التي حاول تلميعها عالمياً خلال العقود المنصرفة، استنفرت قوات الاحتلال ضد الصحفيين المتواجدين في القدس لتوثيق ونقل صورة ما يحدث فيها، ومارست ضدهم طقوس قمعٍ مختلفة، في حين أن وزارة الإعلام الفلسطينية أعربت أن عدد الانتهاكات ضد الصحفيين بلغت 778 انتهاكًا من قبل سلطات الاحتلال خلال الأشهر القليلة المنصرمة.
وبالأمس، اعتقلت قوات الاحتلال صحفيين هما المصوّر وهبي مكية، والصحفية زينة الحلواني في، وذلك بعد الاعتداء عليهما أثناء تغطية الأحداث في في حي الشيخ جراح المهدد بالاستيلاء على منازل المواطنين فيه، وقد رفضت شرطة الاحتلال إطلاق سراح الصحفيين، وأصرت على التحفظ عليهما ريثما يتم عرضهما على المحكمة.
وفي وقتٍ سابق وثق ناشطون الاعتداء على الصحفية لطيفة عبد اللطيف ونزع حجابها في منطقة باب العمود في القدس، رافق ذلك التنكيل بالشباب الذين حاولوا الدفاع عنها، ولم يقتصر الأمر على الصحافة المحلية، فهناك مجموعة من مراسلي وسائل الإعلام الدولية الذين تعرضوا للاعتداء المباشر ما تسبب بإصابتهم، ومنهم مدير أخبار الشرق الأوسط بوكالة الأناضول تورغوت ألب بويراز، حيث أصيب بعيارين مطاطيين أثناء اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، وكذلك مراسل الCNN.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت رفضها إعاقة عمل الصحفيين تحت أي ظرف من الظروف، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "نحن نقف ضد أي شيء يعيق أو يجعل الصحفيين غير قادرين على القيام بعملهم تحت أي ظرف من الظروف".
ولا يقف منع الاحتلال الصحفيين ممارسة حرياتهم المكفولة بموجب القوانين الدولية من تغطية أحداث القمع فقط، ففي حادثة قبل أيام، توجه الصحفيون لحي الشيخ جراح لتصوير جدارية تُرسم تضامناً مع أهالي الحي، فما كان من الاحتلال إلا أن صادر الكاميرات ومنعهم من تغطية هذا الحدث التضامني، فقامت الصحفية والناشطة منى الكرد وهي من أهالي الحي بتصوير الفعالية نيابة عن الصحافة، وكأمرٍ فيه إغاظةٌ للاحتلال.
واستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" مثلاً برئيسه موسى الريماوي، اعتداءات الاحتلال المتصاعدة ضد الصحافيين/ات ووسائل الإعلام في فلسطين، التي بلغت ذروتها فيما شهدته وتشهده مدينة القدس المحتلة من اعتداءات لحجب صورة ما تنفذه سلطات الاحتلال في المدينة من سياسات واعتداءات، الامر الذي ترافق مع انتهاكات واسعة لحرية التعبير ارتكبتها شركات التواصل الاجتماعي بما يخدم غايات دولة الاحتلال المتمثلة بالتعتيم على ما تنفذه من اعتداءات على يد قواتها ومستوطنيها.
حيث قال الريماوي للقسطل:" أرى أن إفلات سلطات وقوات الاحتلال الاسرائيلي عبر السنين من العقاب إزاء ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات شبه يومية للحريات الاعلامية في فلسطين، ومن ضمنها قتلها أكثر من 40 صحافياً خلال العقدين الماضيين، هو الذي شجعها على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات، ما يفرض تحركاً جاداً لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم والاعتداءات، كسبيل وحيد للحد منها وكبحها".
يذكر أن اعتداءات الاحتلال لم تقتصر على الأفراد من الصحفيين بعينهم، فعمد الاحتلال لتدمير مقرات الصحافة المحلية والعالمية، كقصف برج الجلاء في غزة الذي احتوى مكتب قناة الجزيرة ووكالة AFP الدولية، ودمر بذلك كامل معداتهم.
. . .