بلدة بدو ..مئات الأراضي المعزولة خلف الجدار والزيارة مرة كل عام

بلدة بدو ..مئات الأراضي المعزولة خلف الجدار والزيارة مرة كل عام
القدس المحتلة - القسطل: لم تنتهِ نكبة الفلسطينيين باحتلال (إسرائيل) أرضهم عام 1948 وقيامها بذبح وتهجير الملايين، فحتى اليوم وبعد ثلاثةٍ وسبعين عاماً، ما زالت سياسةُ الترحيل والمصادرة ذاتها، ومنها ما يتعلقُ بالأحداث الأخيرة في حي الشيخ جراح وأحياء منطقة سلوان في القدس المحتلة، وعلى بعد كيلو متراتٍ قليلة شمال غرب القدس، مارس الاحتلال سياسته ذاتها مع أهالي بلدة بدو، التي لم يكتفِ بتهجير سكانها من أصلهم الذي يعود لقرية سلبيت وطردهم منها، بل وصادر أراضيهم في موقع سكنهم الجديد، وأقام عليها المستوطنات، وعزل أخرى بجدار العزل . لقد نالت بلدة بدو وأهلها حصتها من الانتهاكات والمصادرات الاحتلالية، فقد صادرت (إسرائيل) ما يقربُ 813 دونماً من أراضي البلدة لأجل إقامة مستوطنتي ( جفعات هار أدار) (وجفعون حادشاه) حيث تعتبر هاتان المستوطنتان ضمن تجمع مستوطنات (جفعات زئيف) الذي يزيد تعداد المستوطنين فيه عن 14.700 نسمة. وفي عام 2003 كان لخطة العزل المتمثلة ببناء جدار الفصل أثر سلبي على أهالي البلدة، فقد عزل الجدار الممتد بطول 4 كم حوالي 1700 دونماً وهذا ما يشكل نسبة 60% من أراضي البلدة، ووقعت هذه الأراضي في الجهة الشمالية الشرقية من البلدة، وهي عبارة عن أراضٍ زراعية مفتوحة مثلت لسنواتٍ عديد قبل عزلها مصدر رزقٍ لمزارعي القرية، وإثر بناء الجدار حُرم المزارعين في البلدة من الوصول إلى أراضيهم التي أصبحت معزولة خلفه، إذ لا يمكن الوصول إليها إلا بتصاريح خاصة صادرة عن مكتب الارتباط والتنسيق (الإسرائيلي) في المنطقة، ليس هذا وحسب ولكن يدخلون عبر بوابات خاصة، تم إقامتها على طول الجدار في المنطقة، وليس من المسموح لأي فردٍ الحصول على هذا التنسيق، فهو محصورٌ للمزارعين القادرين على إثبات ملكيتهم للأراضي لدى (الإدارة المدنية الإسرائيلية) ويكون تصريح الدخول فقط لأصحاب الأراضي، وهم في الغالب كبار السن، التي تندرج أسماؤهم في صكوك الملكية العقارية، كما أن التصاريح هذه ليست متوفرة طوال الوقت، فهي مرتبطةٌ بمواسمَ معينة، كموسم الزيتون، الأمر الذي يصعب على أصحاب الأراضي فلاحة أراضيهم الزراعية بأنفسهم خصوصا وأن هذه التصاريح لا تشمل الأيدي العاملة أو المعدات اللازمة والكاملة لفلاحة الأرض. لقد حرم الاحتلال أهالي البلدة من حقهم الطبيعي بالوصول إلى أراضيهم، لكن الذي فاقم الأمر وزاده سوءًا هو قطع السَبيل بين سكان البلدة والقدس، فبعدما كانت وجهتهم الوحيدة لتلبية خدماتهم التعليمية والصحية والتجارية، قامت قوات الاحتلال بعد انتفاضة عام 2000 بإغلاق الطريق المؤدي إلى القدس وكل الطرق الالتفافية أيضاً وشدد الخناق على أهل البلدة، فوضع المكعبات الإسمنتية والحواجز الحديدية، وحرر المخالفات وفرض الغرامات على كل من حاول الدخول إلى القدس عبر الشوارع الالتفافية، وبدل أن تستغرق الطريق من البلدة إلى مركز مدينة القدس حوالي 15 دقيقة، صارت تستغرق ساعتين أو يزيد باستخدام الطريق الوحيد المسموح أن يمروا من خلالها وهي معبر قلنديا، وذلك حصراً لمن يملكون التصاريح أو الهويات المقدسية. وبعد هذا الانقطاع صارت مدينة رام الله بديلاُ لقضاء خدماتهم واحتياجاتهم اليومية، وهذا سبب دفع الكثير من أهل البلدة والقرى المجاورة للهجرة إلى مدينة رام الله لتفادي معيقات الاحتلال التي لطالما تسببت في تأخير وتعطيل حركة المواطنين من وإلى عملهم، هذا بالإضافة إلى الإهانات التي كان يتعرض لها المواطنين من قبل قوات جيش الاحتلال على هذه الحواجز.  وتصنف بلدة بدو حسب اتفاقية أوسلو إلى مناطق ب و ج، حيث تم تصنيف ما نسبته 24.8% من مساحة البلدة الكلية كمناطق ب، بينما تأخذ منطقة ج ما نسبته 75.2% وهي المناطق التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الكاملة، ومعظم هذه الأراضي هي أراضي زراعية مفتوحة ووجود هذا التصنيف حرم أهالي البلدة من الاستفادة من أراضيهم بالبناء أو أي شكل آخر.  
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: