خلال أيار.. ثلاثة شهــداء وأكثر من 2300 إصابة وانتهاكات واسعة في القدس

خلال أيار.. ثلاثة شهــداء وأكثر من 2300 إصابة وانتهاكات واسعة في القدس

القدس المحتلة - القسطل: شهد شهر أيار/ مايو الماضي انتهاكات جسيمة بحق أبناء العاصمة المحتلة، حيث صعّدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على المقدسيين من خلال قمعهم بكل وسائل العنف والقوّة، من إطلاق الرصاص والقنابل الحارقة والسّامة وسيارة المياه العادمة.

سجّل الشهر الماضي بحسب توثيق شبكة القسطل الإخبارية، استشهاد ثلاثة شبّان فلسطينيين من القدس المحتلة وضواحيها، بعدما قتلهم الاحتلال الإسرائيلي برصاصه، أحدهم أُطلقت النيران عليه عندما كان في المواجهات التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، أما الشهيدين الآخرين فقد ارتقيا بعد تنفيذهما عمليتا دهس وطعن.

أقمار مايو ..

في الـ16 من الشهر الماضي، نفّذ المقدسي شاهر أبو خديجة عملية دهس عند مدخل حي الشيخ جراح المُحاصر من قبل الاحتلال، ما أدى إلى إصابة سبعة شُرَطيّين، واستُشهد أبو خديجة برصاص الاحتلال على الفور، وهو من سكان بلدة كفر عقب شمالي العاصمة.

أمّا الشهيد محمد حميد من بلدة بيت عنان شمالي غرب القدس، ارتقى في الـ18 من أيار، عقب إصابته الحرجة برصاص الاحتلال الحي في الصدّر خلال المواجهات التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة (حاجز بيت إيل).

وثالث الشهداء، كان الفتى ابن الثانوية العامة زهدي الطويل الذي نفّذ عملية طعن استهدفت جنديًا ومستوطنًا في أرض السمار (التلة الفرنسية) في الـ24 من الشهر الماضي.

تنكيلٌ واسع ومئات الإصابات ..

صعّدت قوات الاحتلال من عمليات القمع والتنكيل والاعتداء في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، خاصة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي. فلم يرق لشرطة الاحتلال رباط الفلسطينيين في المسجد الأقصى وصد اقتحام اليوم الثامن والعشرين من رمضان (10 أيار) الذي دعت له جماعات الهيكل المزعوم، وما تبع ذلك من تظاهرات النّصر التي عمّت البلدات المقدسية بعدما حقّقت المقاومة الفلسطينية في غزة النصر على الاحتلال وتم وقف إطلاق النار والعدوان على شعبنا في القطاع.

كما استمرّت اعتداءات شرطة الاحتلال بحق أهالي حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم في قضية محاولة إخلائهم من منازلهم وإحلال مستوطنين مكانهم، مستخدمة كل وسائل العنف والتنكيل التي طالت الجميع، حتى الصحفيين والمسعفين.

وثّقت القسطل إصابة 2379 فلسطينيًا خلال الشهر الماضي، معظم الإصابات تركّزت في المسجد الأقصى والشيخ جراح وباب العامود والعيساوية، أمّا بقية الإصابات فقد توزّعت في كافة البلدات المقدسية.

وتم تسجيل أكثر من 200 نقطة تماس متكررة مع الاحتلال في القدس وضواحيها خلال الشهر الماضي، تخللها عمليات إطلاق نار على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب تصدي الشبّان للقوات بالحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية والأكواع المتفجرة.

كما أحرق الشبّان مركباتٍ لدوريات شرطة الاحتلال والمستوطنين في المدينة المحتلة، في تصعيد من قبلهم؛ ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، حيث بات المستوطنون يحملون السّلاح ويطلقون النار ليس في الهواء فقط، بل باتجاه الشبان المقدسيين بشكل مباشر كما حصل مع شبان بلدة شعفاط شمال القدس، وإصابة اثنين منهم برصاص مستوطنين في الـ16 من أيار الماضي.

وبحسب ما أعلن عنه إعلام الاحتلال، فإن تلك المواجهات التي اندلعت في البلدات المقدسية والمسجد الأقصى خلال أيار، أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 40 شُرطيًا ومستوطنًا.

المسجد الأقصى.. قمعٌ واقتحام 

لم تُسجّل أعداد كبيرة نسبيًا من المُقتحمين خلال شهر أيار الماضي مقارنة بالشهور الماضية، وذلك بسبب إغلاق باب المغاربة على مدار 19 يومًا، بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان وكذلك التصعيد الذي حصل في قطاع غزة، والأوضاع الأمنية، والخوف من المواجهة داخل المسجد الأقصى.

ورغم أن المستوطنين لم يقتحموا المسجد الأقصى طوال تلك المدّة إلّا أن قوات الاحتلال اقتحمت باحاته بأعداد كبيرة جدًا، محاولة تفريغه من المصلين، خاصة في اليوم الذي أعلن فيه المستوطنون عن نيّتهم اقتحام المسجد الأقصى في العاشر من أيار أو ما عُرف بـ(اقتحام 28 رمضان) احتفالًا بـيوم توحيد القدس وهو اليوم الذي احتُل فيه الشطر الشرقي من مدينة القدس.

قمعت قوات الاحتلال المصلين والمسعفين والصحفيين والعاملين في المسجد الأقصى بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية السامة والصوتية، وعرقلت عمل طواقم الإسعاف خلال نقل المُصابين، وتوسعت المواجهات في البلدة القديمة ومحيطها، فأُصيب خلال هذا اليوم نحو 888 فلسطينيًا بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية الأمل للخدمات الصحية.

أمّا عن عدد المُقتحمين خلال الشهر الماضي، فقد وثّقت القسطل اقتحام 1230 مستوطنًا لباحات المسجد الأقصى المبارك من بينهم طلاب معاهد دينية يهودية وعناصر احتلال.

قرارات الإبعاد ..

حاولت شرطة الاحتلال على مدار الفترة الماضي أن تُبعد أكبر عدد من الفلسطينيين عن المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، فشنّت حملة اعتقالات ميدانية واستدعت آخرين للتحقيق معهم في مركز القشلة غرب القدس، متهمة إياهم بعرقلة عمل شرطة الاحتلال في الأقصى أو أنهم خطر على أمن الدولة أو يحرّضون على العنف، والبعض تم إبعاده عن البلدة القديمة لقضايا مختلفة تتعلق بالمواجهات أو إهانة عناصر شرطة.

وثّقت الشبكة تسليم سلطات الاحتلال نحو 42 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، تفاوتت ما بين أسبوع إلى ستة شهور، حيث أن من المُبعدين من تم تسليمه قرارين؛ الأول إبعاد لمدة أسبوع والثاني لعدّة شهور.

ومن بين المُبعدين، موظفون في دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد الأقصى، و14 سيّدة وفتاة اعتُقلن في يوم واحد، وأُبعدن عن المسجد لمدة أسبوع. وكان من المفترض أن يتم تسليمهنّ قرارات إبعاد لعدة شهور قبل يومين، إلّا أنه تم تأجيل ذلك من قبل الشرطة.

كما تم إبعاد القيادي المقدسي ناصر أبو خضير عن الضفة الغربية لمدة 6 شهور، والإقامة الجبرية في منزله بشعفاط، ومنع الوصول من البلدات المقدسية الأخرى.

الاعتقالات ..

وثّقت القسطل اعتقال شرطة ومخابرات الاحتلال نحو 430 فلسطينيًا من مدينة القدس المحتلة وضواحيها خلال الشهر الماضي، من بينهم 30 سيدة وشابة.

وبحسب المحامين، فإن معظم المعتقلين تعرّضوا للضرب والتنكيل من قبل قوات الاحتلال أثناء اعتقالهم واقتيادهم والتحقيق معهم، منهم من استدعى نقله للعلاج في المشافي بسبب الضرب المُبرح.

كما أن شرطة الاحتلال والمحاكم الإسرائيلية كانت تُفرج عن معظم المعتقلين شرط إبعادهم إمّا عن البلدة القديمة أو باب العامود أو الشيخ جراح (الأماكن التي اعتُقلوا منها)، ودفع كفالات مالية، والتوقيع على كفالة طرف ثالث.   

احتفالات المسيحيين في القدس..

عرقلت شرطة الاحتلال احتفالات أهلنا المقدسيين من المسيحيين خلال احتفالاتهم خلال الشهر الماضي، خاصة "سبت النور" ومنعهم من الوصول إلى كنيسة القيامة والصلاة فيها.

وحصلت بينهم وبين عناصر شرطة الاحتلال مناوشات في البلدة القديمة، حيث اعتدت الأخيرة على بعضهم بالضرب واعتقلت شابين وذلك في اليوم الأول من الشهر الماضي.

وفي حادثة أخرى، واعتدى مستوطنون يهود خلال الشهر ذاته، على عدد من الرّهبان أثناء ذهابهم للصلاة في كنيسة القيامة ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح.

انتقامٌ "إسرائيلي"..

شهد الشهر الماضي "تفنّن" سلطات الاحتلال في التنكيل بأبناء القدس حيث حوّلت أكثر من عشرة أسرى للاعتقال الإداري، دون وجود أي تهم ضدّهم.

كما قطعت التأمين الصحي عن أكثر من عشرين أسيرًا ومحرّرًا مقدسيًا وعائلاتهم أيضًا، وبذلك فإن سلطات الاحتلال تحرمهم من حقّهم وحق ذويهم في العلاج.

 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: