بيان وزيزو .. حكاية أمّ قاومت سرطان طفلها بكتابة قصة تبعث الأمل
القدس المحتلة: لم يكن الاستسلام يومًا من شِيَم الأمّهات فهنّ الصّابرات الثابتات المُخترعات والمضحيات من أجل أبنائهنّ، لم يكن “المُستحيل” يومًا حاجزًا وعائقًا، بل كان هذا المُصطلح دافعًا لاجتياز الصّعاب، تمامًا كما حصل مع بيان التي كانت تكتب قصصًا للأطفال، ولم تتوقّع أن تكتب يومًا قصّة تحكي تجربتها وابنها يزن.
اكتشفت بيان وزوجها إصابة طفلهما “يزن” (ثلاث سنوات) بسرطان الدم، في حزيران/ يونيو من العام الماضي 2019، فكان هذا الخبر كالصاعقة التي لم تتوق بيان حصولها أبداً، ولم تتخيّل أن تعيش ذات التجربة التي عاشتها إحدى صديقاتها يومًا مع طفلها أيضًا، لكنها استطاعت أن تجعل من الألم أملاً.
بداية الحكاية
بيان شريتح (29 عاماً) شابة فلسطينية، حاصة على بكالوريوس في الأحياء من جامعة القدس، وحتى تستطيع الحصول على وظيفة في مدينة القدس، عليها استكمال تعليمها والحصول على “دبلوم تربية”، لكن وجود الأطفال لم يُساعدها على ذلك.
بيان هي أم لثلاثة أطفال؛ جمال (9 سنوات)، حلا (7 سنوات)، ويزن (3 سنوات)، أصابها الإحباط نتيجة عدم قدرتها على استكمال التعليم، لكنّها تمكنت من خلال ربط هوايتها في الكتابة وتعليمها أن تكتب قصصًا للأطفال، تختار فيها فكرة علمية فتكتبها بطريقة مشوّقة، ومرحة وتفاعلية أيضًا.
طبّقت تلك الفكرة على أطفالها بداية، ثم بتشجيع من الأهل، بدأت بكتابة القصص وطباعتها وتوزيعها على المدارس لتشارك الجميع بها، وذلك بعدما حصلت على دورة في إدارة المشاريع ودبلوم في إدارة الأعمال، مُطلقةً مشروعها “توتة توتة احكيلي الحدوتة” في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2018.
إصابة يزن
تقول بيان: "في شهر حزيران كنت على وشك أن أُطلق قصة “مذكرات جمال واسع الخيال”، لكن وضع يزن لم يكن يسمح لي بذلك، فقد جاءنا من مشفى “هداسا عين كارم” أنه مُصاب بسرطان الدّم بعدما أثبتت فحوصات الدّم ذلك، حيث بدأنا العلاج الفوري في قسم السّرطان بعد يوم واحد من دخولنا الطوارئ".
أوقفت بيان نشاطها بشكل كامل، لم تعد تزور المدارس وتقرأ قصصها وتطرحها بشكل تفاعلي، ووجدت أن هناك ألماً يكمن في داخلها، وتقول "إن إحدى صديقاتها خاضت التجربة مع طفلها، ولم تكن تتوقع أبداً أن يحصل معها ذلك".
من خلال تواجدها في قسم السّرطان وجدت أن القصص التي تُروى للأطفال مكتوبة باللغتين العبرية والإنجليزية تُلقيها عليهم معلمة تابعة للمشفى، كما أن القصص يظهر فيها الممرض/ة بلباسه/ها والذي من الممكن أن يُخيف الأطفال، وهذا الأمر لا يبدو عملياً ولا يُمكن أن يتفاعل الطفل معه، لذلك شعرت بأن علي أن أفعل شيئاً.
قصة “زيزو”
زيزو هو يزن الذي ألهم بيان للكتابة، وأن تطرد كل الطاقة السلبية التي بداخلها، وتضع مكانها روح ابنها في قصتها الجديدة، لتكون مصدر قوّة لمرضى السرطان ولذويهم أيضاً.
وصفت بيان بأن “زيزو والأبطال المقاومون” التي أطلقتها في اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي وافق الـ15 من شهر شباط/ فبراير الماضي، كانت عبارة عن “خاطرة أمل” لكل طفل مريض بالسرطان، ولكل شخص يقف بجانبه، فالمريض لا يُعاني وحده وإنّما كلّ من يحبه.
أطلق مشروع “توتة توتة احكيلي الحدوتة” بالشراكة مع شركة “وزّة” كتاب “زيزو والأبطال المقاومون” في مركز مسار الثقافي، كما تم توزيع نسخ منها في مشافي القدس ممن لديها أقسام علاج أمراض السرطان، وضَعَ أطفال بداخلها رسائل تحمل أملاً وتشجيعاً، وتم التوزيع من خلال جمعية “نبض الحياة”.
المصدر (وكالات)