بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال...المستوطنون ينفذون ما يسمى بـ"المسيرة الشهرية"
القدس المحتلة - القسطل: بعد التخبط في قرارات حكومة الاحتلال بخصوص إقامة مسيرة الأعلام أو منعها، أجبرت قوات الاحتلال تجار البلدة القديمة في القدس على إغلاق محالهم عصر اليوم، من أجل تأمين سلامة المستوطنين أثناء قيامهم بما يسمى " المسيرة الشهرية "، داخل أسوار القدس القديمة، والتي أُقيمت احتفالاً بما يسمى بداية الشهر العبري.
وانطلقت المسيرة من منطقة حائط البراق قرب شارع الواد، ومرت بأبوب الأقصى الخارجة، القطانين والمجلس والسلسلة، إلى أن وصلت ساحة باب الأسباط عبر طريق المجاهدين، بعد المرور بأبواب الغوانمة وفيصل وحطة، ولم يكتفِ المستوطنون باقتحامهم للبلدة القديمة هذا ضمن حراسة مشددة من قوات الاحتلال فحسب، لكنهم حاولوا استفزاز الأهالي الذين تواجدوا في منطقة إقامة المسيرة، عبر فعه لأعلام "إسرائيل" والهيكل المزعوم، وأدائهم لصلواتٍ تلمودية وطقوساً خاصة في وسيلةٍ لاستفزاز المتواجدين من أهل القدس.
وكانت عدسة القسطـل رصدت انتشاراً كبيراً لقوات الاحتلال في القدس القديمة، الذين تواجدوا لحماية مستوطنينهم وقمع أي محاولةٍ للاعتداء عليهم، فيما رد الشباب على المستوطنين بالتكبيرات، وترديد شعاراتٍ وطنية مثل" ما إلكم هيكل عنا.
وقد حدث لغطٌ بين المواطنين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ظناً منهم أن هذه المسيرة هي ذاتها "مسيرة الأعلام" التي تحاول حكومة الاحتلال التوصل لقرارٍ بشأنها منذ الأسبوع الماضي، واالتي بتَّ "الكابينت" المجلس الوزاري المصغر لدى الاحتلال في أمرها خلال اجتماعه الأخيرة، و قرر تأجيلها حتى الثلاثاء المقبل، بشرط تغيير الطريق الذي كان معلناً عنه، وبحماية من شرطة الاحتلال وتنظيمها.
وكانت وسائُل إعلام عبرية بينت أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يريدُ إلغاء مسيرة الأعلام لأن لا يبدو الأمر كاستسلامٍ للمقاومة وتهديداتها، كذلك كي لا يكون قرار الإلغاء بمثابة نسف لجهد حكومته التي يسعى بيني غانتس ولبيد جاهدين لطرحها أرضاً ومنعها الدخول في معتركٍ سياسي جديد.
وبين مراقبون للشأن القدسي لـ"القسطل"، أنه ربما تكون الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة أشد تطرفاً من الحالية، ولكنها في هذه الظروف والأجواء ليست معنية بالسماح لنتنياهو تخريب هذا المشهد من خلال تفجير المنطقة داخل القدس.
لذلك قال محللون:” سنشهد أن بيني غانتس من خلال موقعه كوزير الدفاع سيمنع هؤلاء وسيضغط على الأجهزة الأمنية المختلفة الشاباك والشرطة والأمن الداخلي، لردع المستوطنين من تنفيذ مآربهم، لأنهم لا يملكون سوى الصراخ والعويل، وسيستمرون فيها”.
وبينوا أنه من المهم جداً الآن من الفلسطينيين أن يكونوا متيقظين، وألا يطمئنوا وينتشوا لدرجة النوم في هذه المرحلة، لأنها مرحلة حساسة بالتأكيد، وهي تُأَسِس لقادمٍ جميلٍ في تاريخ ومسيرة القضية الفلسطينية حسب وصفهم.
. . .