مهند البشير مقدسي يهدم منزله بيديه بأمر الاحتلال
القدس المحتلة - القسطل: "إحنا من حد ما انخلقنا بجبل المكبر والمشهد بكرر ذاته يوم وراء يوم، بنشتغل وبنجمع الفلوس بإيدينا، وبنبني منازلنا بإيدينا، وبنهدمها بإيدينا، صرنا في 2021 والسيناريو يكرر نفسه فإلى متى"؟
حاملاً المطرقة والمجرفة ويضرب بحرقة جدران منزله لهدمه، بذات اليدين اللتين بنت حجارته، قال هذه الكلمات بغصة كبيرة، فقد أُجبرت عائلة البشير على هدم منزلها بيدها بأمر من بلدية الاحتلال، بحجة البناء بدون ترخيص.
يسرد مهند البشير صاحب المنزل قصته:" بدأنا بناء البيت في الأول من يناير، وفي تاريخ 25/1/2021 جاء قرار محكمة الداخلية بهدم المنزل مع فرض غراماتٍ باهظة، قدرُها 95 ألف شيكل، وقمنا بوضع محامٍ ليساعدنا في إجراءات تنظيم وتخفيف هذا المبلغ، أو تسليمه على دفعات، وقبل أيامٍ قليلة، داهمت البيت مجموعة كبيرة من بلدية الاحتلال، وبشكلٍ همجي أخبرونا أننا مخيرون بأن نهدم المنزل بأيدينا قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً من صباح اليوم التالي، أو ستهدمه سلطات الاحتلال، وفي هذه الحالة سندفع أيضاً 60 ألف شيكل، ومنذ السادسة صباحاً ونحن نهدم بأيدينا تعبنا وعرق جبيننا الذي ذهب سدىً برمشة عين، والشكوى لغير الله مذلة، الله حسبُنا، مع ذلك سنبقى صامدين في هذه الأرض ما دامت الروح فينا".
وبين بشير أن مسطح بيته الذي هدمه بيديه كان حوالي 150 متراً، قرر أن يبنيه ليجد مكاناً يتسع له وعائلته المكونة من ثلاثة أطفال وزوجته أيضاً، وقال بشير أن كل ما يطلبه سكان جبل المكبر هو الحصول على تنظيم وترخيص، مبيناً أنهم لا يفتعلون المشاكل حتى يُمنعوا من البناء، موضحاً أنه تعب كثيراً في عمله لتأمين مبلغٍ يبدأ فيه البناء، ويضمن له العيش بكرامة، مؤكداً أنه ابن القدس ويريد الصمود فيه"ا.
وبصوتٍ يحمل انكساراً في طياته قال بشير:" دخلنا عام 2021، وكل حلمنا بيتٌ نعيش وعائلتنا تحت سقفه، مبيناً أن بلدية الاحتلال أسست لشوارع بمئات الملايين، واقتطعت من أراضي المواطنين بحجة إعطائهم تراخيص للبناء مقابل هذا الاقتطاع، وقد كذبت البلدية ولم تفي بوعدها، كما أن الحصول على ترخيصٍ هذه الأيام صعب جداً، فهم يعطون الإسكانات ذات الطوابق الكثيرة الرخص، ولكن بتقييداتٍ أيضاً، فلو فرضنا أن إسكاناً يحمل 100 شقة، يحق لصاحب الإسكان استخدام 20 شقة منها فقط حتى يحصل على الترخيص، وباقي الشقق تعود لاستخدام البلدية".
وأكد بشير أن رسالته للعالم هي أن القدس خاصة شرقها سلوان وجبل المكبر وصور باهر، المهددة بالهدم بالأشهر القليلة القادمة، وعلى العالم الوقوف ضد هذه الكارثة".
و تشير إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حسب كتاب القدس الإحصائي السنوي إلى أن عدد المساكن المهدومة ذاتياً وعدد الأفراد المتضررين في محافظة القدس منذ عام 2006-2020 بلغ 89 مسكناً.
وفي الوقت الذي تهدم به سلطات الاحتلال المنازل الفلسطينية، وتضع العراقيل لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين (رغم حاجتهم الماسة والمتزايدة)، تصادق هذه السلطات على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات "الإسرائيلية" المقامة على أراضي القدس، منتهكة بذلك كل الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية، دون حسيب أو رقيب.
. . .