أم يوسف.. قصة مقدسية سيتحول منزلها إلى حديقة توراتية
القدس المحتلة - القسطل: بعينين ذابلتين وصوتٌ ملؤه القهر والتعب، تروي أم يوسف من حي البستان، قصة منزلها المهدد بالهدم كما مئات المنازل في الحي، تقول أم يوسف:"بيتي في حي البستان، يعني لي الكثير، هو كل ما أملك وكل شيء في حياتي، وهو الحلم وهو المستقبل، لكن الاحتلال يريد هدمه، لتحويله لحديقة توراتية حتى يلعب أولادهم".
وفي المشهدين مفارقة حقوق كبيرة أطفالٌ يلعبون على ركام بيت أطفالٍ مشردين، وتصف إم يوسف مشهداً مُتخيلاً في ذهنها لما ستكون الأمور عليه:" سيلعب أولادهم في حديقة ستُبنى مكان منزلي، وبينما أطفالهم يلعبون، أنا وأولادي مشردون في الشارع، نحن نفتقد الأمان، ونفقتد كل شيء بالمعنى الحقيقي، وكل ذلك بسبب قراراتهم المجحفة بحقنا والتي لا أساس لها فهي باطلة."
تنظر أم يوسف للطابق العلوي من منزلها بحزن وتشير إليه:" بيداي هاتين هدمت غرفة أولادي وحمامهم، لأني سأدفع 75 ألف شيكل لو هدمها الاحتلال، وربما بيتي صغير المساحة بشكلٍ كبير، لكني أحبه وهو مصدر فرحٍ لي، أنا صاحبة حق وصاحبة هذا البيت ولي الشرعية بامتلاكه، ولا يحق لهم هدمه أو المساس أو السكن فيه".
وحي البستان هو من أحياء بلدة سلوان المهددة بالهدم وتهجير سكانٍ عددهم 124 عائلة، أي هناك ما يزيد عن 1550 فرداً سيشردون قسراً من بيوتهم.
وتعود "قضية حي البستان" إلى2004، حين قررت بلدية الاحتلال هدم الحي، لإقامة حديقة فيه، وبعد عام من ذلك القرار،بدأت بتوزيع أوامر الهدم على السكان، ولكن بفعل ضغوط دولية جُمّدت قرارات الهدم، وخلال السنوات الماضية حاول الأهالي من خلال طواقم المهندسين والمحامين تقديم مخططات تنظيمية بديلة للحفاظ على وجود الحي، مع الأخذ بالشروط التي فرضتها البلدية، لكنهم فوجئوا فيما بعد برفض المخططات.
وكان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، قد حذر من تداعيات قرار الاحتلال، بهدم حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، ما سيفضي إلى تهجير عشرات العائلات وتشريدهم، من خلال تنفيذ عمليات هدم عشرات المنازل، وتحويله إلى حديقة توراتية لأجل مشاريع ومخططات تهويدية.
. . .