ماذا قالوا عن "مسيرة المهزومين" التي استنفرت أجهزة الاحتلال الأمنية كافّة؟

ماذا قالوا عن "مسيرة المهزومين" التي استنفرت أجهزة الاحتلال الأمنية كافّة؟

القدس المحتلة - القسطل: سُمّيت بـ”مسيرة المهزومين” التي استنفرت لها كافة الأجهزة الأمنية لدولة الاحتلال، أقل من 5 آلاف مستوطن من فتية المستوطنين، شاركوا فيها بعد مرّتين من التأجيل بسبب الخوف من التصعيد وصواريخ المقاومة.

خلال السنوات الماضية، قُدّر أكبر عدد للمشاركين في مسيرة الأعلام بنحو 60 ألفًا، كانوا يجوبون شوارع مدينة القدس المحتلة ومحيط البلدة القديمة وداخلها وصولًا إلى حائط البراق، أما بالأمس لم يتجاوز عدد المشاركين 5 آلاف وسط حمايتهم من قبل 2500 شرطي وجندي “إسرائيلي”.

الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات يقول: “عندما يحرس أكثر من 2500 شرطي وجندي خمسة آلاف مستوطن، فهذا يعني بأن السيادة على المدينة هي للشبان المقدسيين، هؤلاء الشبان الذين امتلكوا إرادة الصمود والمقاومة والتحدي، ولأنهم أصحاب أرض وحق، في حين من كان يرتجف ويرتعد خوفاً، كان يتصرف كاللص لأنه دخيل وغريب على هذه الأرض”.

ويضيف: “نعم نستطيع القول من خلال هذه المسيرة، أن المستوطنين هم من يمتلكون القرار في الميدان ويسيطرون على المستوى السياسي الصهيوني ويدفعونه نحو التصعيد وسياسة التطهير العرقي والتهويد في القدس والداخل الفلسطيني، من أجل إقامة دولة يهودية نقية، ولكن نحن على ثقة بأن هذه الحكومة غير قادرة على صنع سياسات، وستكون أولوياتها معالجة القضايا الاقتصادية وتبريد الصراعات داخل المجتمع الصهيوني الآخذة في التفاقم على الخلفيات الأثنية والعرقية والدينية”.

ويوضح أن كل ما جرى سابقًا بدءًا من تأجيل المسيرة ثم إقرارها واستنفار وحراسة أكثر من 2500 شرطي وجندي من حرس الحدود والخيالة والمستعربين والمخبرين لمسيرة من الصبية والمراهقين لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 5 آلاف، ونصب القبب الحديدية وتغيير مسار الطائرات  ومسار المسيرة وتقصير مسافتها ومسارها، إلى جانب قيام هؤلاء الصبية بشتم الرسول والصحفيين وإلقاء عبوّات المياه والعصير والقاذورات عليهم تحت سمع وبصر جيش احتلال يحرس هؤلاء الزعران، وقيام ماجدة فلسطينية برفع العلم الفلسطيني وسط جموع المستوطنين تأكيداً على هوية المكان، وكذلك  بلوغ حالة الاحتقان والإفلاس عند جنود وشرطة الاحتلال حد اعتقال “مكانس الشطف والغسل” التي استخدمها الشبان المقدسيون لتطهير المكان من دنس هؤلاء الغرباء، كل ذلك يعني انتصار المقدسيين على الاحتلال.

وبيّن أن  ما حصل من مجابهة واشتباك شعبي من قبل المقدسيين مع جنود وشرطة الاحتلال من نقطة الصفر، في ظل ما تم ذكره أعلاه هو انتصار بحد ذاته، وأظهرت تلك المسيرة أنها مسيرة المرتجفين والمهزومين ومن لا يمتلكون السيادة والسيطرة على المدينة.

وقال الباحث في الشأن المقدسي زياد ابحيص: “ليست هناك معجزة في أن تقيم مسيرة في مدينة تحتلها منذ 54 عاماً وأنت تملك سلاحاً نووياً وتفوقاً عسكرياً مطلقاً واعترافاً أمريكياً بها عاصمة لك ودعماً دولياً وتواطؤاً عربياً، لقد كانت المعجزة أن تُمنع من ذلك مرتين وأن تمنع من اقتحام الأقصى في 28 رمضان وأن نجرك إلى أن تختزل "سيادتك" المزعومة بالقدرة على رفع أعلامك في ساحتنا، فأنت تُقر إذن أنها ساحتنا، وأن رفع أعلامك في كل مكان لا يساوي رفعها في ساحتنا”.

وأضاف موجهًا حديثه للاحتلال: “لقد احتجت ثلاث محاولات ووسطاء واجتماعات تقييم أمنية وآلاف من الشرطة وحرس الحدود ودعماً أمريكياً كي ترفع رايتك في ساحتنا، ومع ذلك لم تتمكن من ذلك بسهولة، فقد كان شباب القدس أشواكاً في حلقك فطارت خيّالتك عن الأحصنة تحت حجارتهم، واضطررتَ إلى إخلاء المحكمة ووزارة قضائك في شارع صلاح الدين قبل أن تصل أعلامك ساحتنا، لقد بتنا نحن معيار نصرك وسادة وعيك والحرب سجال”.

وأوضح أن المقاومة إيمان بالحق لا يتزحزح، ورهان على المستقبل لا يكل، وقد لمسنا جدواها باليد مرة بعد مرة، وأضاف: “ستبقى القدس صخرة الحق، تصطدم بها قوتك الغاشمة مرة بعد مرة حتى تتبدد، وقد بتنا للموعد أقرب”.

المحامي خالد زبارقة أكد أن الصراع على باب العامود هو صراع على الهوية؛ بين هوية عربية فلسطينية تتكلم في كل جنبات الباب بحجارته وساحاته وأعمدته وبواباته وهوائه بالعربية، وبين هوية مستحدثة تسعى لفرض نفسها بقوة السلاح والعسكر.

وقال إن المجموعات “الارهابية” اليهودية التي تهتف بالموت للعرب وتهدد على حرق القرى والمدن العربية وتشتم وتعربد وتزمجر، هي إحدى أذرع الاحتلال التي حاول، في بداية شهر رمضان، أن يستعملها لهذا الهدف؛ تغيير هوية باب العامود.

وأوضح أن سياسات الاحتلال في فرض الهوية اليهودية على باب العامود فشلت، ومسيرة أمس أيضاً فشلت بالرغم من المكنة  الإعلامية الإسرائيلية الضخمة التي عملت على تسويقها للمجتمع اليهودي إلا أن المشاركة فيها كانت ضعيفة.  وقال: “الغريب في الأمر أن هذه المجموعة المتطرفة والتي تحمل عقيدة إرهابية سحبت خلفها الحكومة الإسرائيلية بكل مركباتها سواءً حكومة نتنياهو أو حكومة بينت/لابيد”.

وبيّن أن هذه المجموعات تسعى إلى “تسخين الميدان وزيادة التوتر في القدس والمنطقة ظناً منها أن ذلك ممكن أن يقربها إلى عقيدة الخلاص التي تؤمن بها، ولذلك الممارسات الاستفزازية ونشر الفوضى هي إحدى أدوات هذه العقيدة المتطرفة”.

وأكد أن من يتحمّل  مسؤولية هذا التوتر هي حكومة الاحتلال بكل مركباتها.

المحامي رمزي اكتيلات أيضًا قال إن اضطرار الاحتلال لقلب منطقة باب العامود إلى ثكنة عسكرية لأجل السماح لقطعان المستوطنين برفع الأعلام “الإسرائيلية” هو الدليل الواضح على فشله بإضفاء الصبغة اليهودية على المكان وزيف السيادة المزعومة.

وأشار إلى اعتقال “المكانس” أثناء عملية التعقيم التي قام بها المقدسيون للمنطقة، أمس، معتبرًا بأنها إعلان إفلاس وهزيمة واضحة للاحتلال.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: