الطفل المقدسيّ عمر.. خرج ليشتري حلوى وعاد لمنزله ينزفُ دمًا
القدس المحتلة - القسطل: عاد إلى والدته والدّماء تسيل من رأسه وعلى رقبته، بدا عليه الخوف، وجهه شاحب، لكنّه روى لها ما حدث معه تمامًا، وكيف أن مستوطِنة اعتدت عليه أثناء ذهابه وإخوته لشراء الحلوى من الدّكان القريب من المنزل.
“ماما في وحدة يهودية ضربتني حجر على راسي” هذا ما قاله الطفل عمر عايد الرشق ابن السابعة، بعدما عاد إلى أمه وحدّثها عمّا جرى له مساء اليوم الأحد في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.
تقول حنين الرشق لـ”القسطل” إن أطفالها الثلاث (7، 8، 9 أعوام) خرجوا مع رفاقهم لشراء بعض الحاجيات والحلوى من دكان في أول “الواد” مساءً، لم يمر على خروجهم سوى عشر دقائق، حتى عاد أصغر أبنائها عمر (7 سنوات) مُصابًا.
وتضيف أن عمر أبلغها أن مستوطِنةً كانت تحمل علم الاحتلال، اقتربت منهم ثم أمسكت بحجر كان على الأرض، ورشقتهم به، ما أدى إلى إصابة عمر بشكل مُباشر في رأسه، ثم تلفّظت بألفاظ نابية وقذرة جدًا، وقامت بحركات “غير لائقة”.
“اجاني لون وجهه أصفر، لأول مرة في حياتي بشوف عمر ابني القوي بهاد الشكل، خوفه كان مش طبيعي”، تقول حنين.
وتؤكد أن دماءه كانت تسيل من رأسه وعلى رقبته، ارتدت حجابها لتأخذه إلى المركز الطبي القريب، وإذ بعناصر شرطة الاحتلال تصل إلى المنزل للتحقيق فيما حصل.
زعمت الشرطة أنها اعتقلت المستوطِنة التي اعتدت على ابنها، وأنه تم اقتيادها إلى مركز "القشلة" غربي القدس، بحسب ما أفادت الرشق، لكن الشرطة لم تهتم لطفلها الذي كان خائفًا والدماء تسيل منه، ولم تنقله للعلاج.
وجّهت حنين حديثها للشرطة وقالت لهم إنه لو كان الحدث عكسيًا، لأغلقوا البلدة القديمة وقالوا إن “حدثًا أمنيًا” حصل في المكان، ولا شكّ أنهم أطلقوا النار على الفاعل سواءً كان طفلًا أو سيّدة أو شابًا ووصفوه بـ"الإرهابي".
نقلت عائلة الطفل ابنها إلى مشفى “شعاريه تصيدك” لاستكمال العلاج، بعدما قدّم له أحد أفراد العائلة الإسعاف الأولي.
عائلة الرشق تسكن في منزل يعلوه آخر يعيش فيه مستوطنون، يعتدون على المقدسيين بشكل مستمر بألفاظهم النابية.
حنين قالت إنها ليست المرّة الأولى التي يتم فيها الاعتداء عليهم، فسبق لأحد المستوطنين أن اعتدى عليها أثناء وجودها مع أطفالها قرب باب العامود خلال السنوات السابقة، وحوادث أخرى لا تعدّ ولا تُحصى.