هل يرتكب الاحتلال مجزرة جديدة في حي البستان؟
القدس المحتلة - القسطل: ساعات قليلة تفصلهم عن تحديد مصير منازلهم، فإمّا أن يُطيحوا بها أرضًا بأيديهم، أو تنهشها جرافّات الاحتلال فتدمّر كل حجر بُني من عرق صاحب المنزل الذي عاش يعمل ليل نهار من أجل أبنائه والعيش بكرامة.
الأهالي صامدون، لم يبرحوا أماكنهم، لم يتركوا منازلهم، لم يتنازلوا ولن يتنازلوا عن أي شبر منها، من أجل أن تكون أراضيهم عبارة عن حديقة يستمتع بها مستوطنون محتلّون.
يوم غد هو يوم حاسم لأهالي حي البستان في بلدة سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى، وهو الحي المهدد بهدم منازله كاملة، ضمن مخططٍ لإقامة حدائق تلمودية تخدم المستوطنين ضمن سلسلة كبيرة حول البلدة القديمة.
يقع هذا الحي في قلب بلدة سلوان، ويمتد على مساحة 70 دونماً، يعيش فيه 1550 نسمة، وهناك 97 منزلاً مهدداً بالهدم، منها 17 منزلًا تقع تحت حكم ” قانون كيمنتس”، وصدرت ضد 13 منزلًا منها أوامر تنفيذ الهدم.
يدّعي الاحتلال أن المنازل المقامة في حي البستان بدون تراخيص، وأوامر هدمها لا رجعة فيه، ولا يمكن الاعتراض أو الاستئناف عليها أمام محاكم الاحتلال، والهدف من هدم الحي، إقامة حدائق توراتية، حيث غيرت بلدية الاحتلال اسم الحي في الدوائر الرسمية “الإسرائيلية” إلى ”حديقة الملك” بدل حي البستان.
يوم غد تنتهي المهلة التي مُنحت لأصحاب المنازل بهدمها ذاتيًا (21 يومًا) حيث تترقّب عائلات البستان الـ13 وتنتظر ما الذي سيحصل معها، وهل سينفّذ الاحتلال تهديداته بهدم المنازل، ليرتكب مجزرة جديدة بحق الحجر والبشر والشجر كعادته منذ احتلال بلادنا.
من جهته، حذر النائب في المجلس التشريعي عن مدينة القدس محمد أبو طير من “حماقات من الممكن أن يرتكبها الاحتلال الذي اعتاد على انتهاكاته، بحق أهالي حي البستان، بعد انتهاء المهلة المحددة لهم لهدم منازلهم غدًا”.
وقال النائب أبو طير إن ما يجري من قبل بلدية الاحتلال يمثل عملية انتقام بعدما تمرغ أنفه في التراب بعد معركة "سيف القدس" سواء الانتقام من سلوان أو الشيخ جراح وغيرها.
وأوضح أن الاحتلال يريد فرض أمر واقع بتسلطه على أملاك المقدسيين وتهجيرهم وذلك من خلال ادعاءات وهمية باطلة، مؤكدًا أن الروح المعنوية العالية موجودة عند المقدسيين وليس من السهل عليهم تقبل أوامر الاحتلال والانصياع لها.
وحذر من القوة المفرطة التي يستخدمها الاحتلال في المواجهة والتي من الممكن أن يرتكب خلالها حماقات، خاصة أن هناك من يسانده ممن ارتبطت مصالحهم معه.
وأشار أبو طير إلى أن المستوطنين يقومون بافتراءاتهم على عين الاحتلال وبحمايتهم، وهذا الاستفزاز المستمر من المستوطنين سيجعل أهل القدس أمام معركة جديدة، مشددًا أن "المقدسيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي فهم حاضرون دائمًا بشجاعتهم وسيتصدرون الأحداث دائما".
وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل نتيجة يترتب عليها تهجير المقدسيين من أملاكهم، دعيًا المؤسسات الوطنية والدولية لضرورة وضع حد لممارسات الاحتلال قبل فوات الأوان.
تعرّف على قصة حي البستان منذ بداية التهويد فيه :
كابوس الهدم يُطارد أهالي “البستان” في سلوان
قصص من حي البستان ..
أم يوسف.. قصة مقدسية سيتحول منزلها إلى حديقة توراتية
اعتدال أبو دياب…قصةٌ أخرى لمنزل مهدد بالهدم بعد أيامٍ معدودات
عائلة أبو رموز في “البستان”: الاحتلال يُريد سرقة ذكريات 25 عامًا من أجل مستوطنيه