من البستان لـ"سويح" .. هدمٌ وتشريد ومحاربة أرزاق المقدسيين
القدس المحتلة - القسطل: ما إن انتهوا من عملية هدم المحل التجاري، حتى اقتحموا منزلًا آمنًا لم يُملهوا صاحبه كي يوقظ أطفاله وزوجته ويبلّغهم رويدًا بأن المكان الذي ينامون فيه الآن لن يعود بعد لحظات موجودًا، كأن لم يكن أبدًا.
في حي سويح ببلدة سلوان، اقتحمت قوات الاحتلال وطواقم البلدية منزل فض العباسي، روّعوا طفليْه، وشرعوا بتفريغه من محتوياته ثم بدأوا بعملية هدم المنزل.
والدة العباسي حدّثت “القسطل” عمّا حصل، وقالت إن عناصر شرطة وبلدية الاحتلال اقتحمت منزل نجلها، بشكل همجي، ودون سابق إنذار، ولم تسمح له بالقيام بأي شيء”.
وأضافت أن أفراد عائلة ابنها كانوا نائمين، فروّعت طواقم الاحتلال الطفلين صلاح ومحمد (أعمارهما 3 سنوات، وسنتان)، وهدمت كل شيء جميل في هذا المنزل.
وأشارت إلى أن ابنها بنى هذه الغرفة بعدما كان يعيش معها، لكن أطفاله لم يتحملوا الرّطوبة فكانوا يمرضون باستمرار، ما أجبره على بناء هذه الشقة.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال عملية الهدم كلًا من؛ محمد محمود العباسي، خليل محمد العباسي، سعيد نعمان العباسي، وسيف محمود العباسي.
وكانت قوات الاحتلال قد هدمت مع ساعات صباح اليوم محلًا تجاريًا في حي البستان يعود لعائلة الرجبي. وشهدت المنطقة اعتداءات من قبل قوات الاحتلال على المقدسيين الذين حاولوا التصدي لعملية الهدم، ما أدى إلى إصابة 13 شخصًا بجروح مختلفة.
هذا المحل التجاري عبارة عن "ملحمة" كانت تُعيل 15 فردًا، لكن الاحتلال قطع رزق صاحبه ومصدر دخله والعاملين فيه وهدمه.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن هدم منازل في حي البستان استكمال لجرائم حكومات الاحتلال في ظل الصمت الدولي.
فيما قال الناطق باسم حركة حمـاس محمد حمادة إن “التهجير وهدم البيوت في سلوان هو تجاوز جديد للخطوط الحمراء، وعبث في صواعق تفجير لا يعرف الاحتلال عواقبها، ولن نسمح للمحتل أن يستمر في سياسة قضم القدس واستكمال تهويدها، وخيارات الـمـــقاومــــة للرد مفتوحة ومتعددة، وكلها قابلة للدراسة والتنفيذ”.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" صالح رأفت، أكد أن “إسرائيل تواصل نهجها الاستعماري العنصري القائم على هدم المنازل والمنشآت وسرقة وضم الأراضي في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض وصولاً إلى إنهاء حل الدولتين وجر المنطقة إلى مزيد من العنف والفوضى”.
وحذّر الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي، من استمرار تنفيذ مخططات الاقتلاع والتهجير التي تنتهجها سلطات الاحتلال لتسهيل مشاريع الاستيطان والضم والتهويد في سلوان والشيخ جراح وغيرها من الأحياء الفلسطينية المهددة بالهدم والتهجير.
وحمّل الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير لإشعال وتوتير الموقف من جديد، ضاربة بعرض الحائط موقف المجتمع الدولي الرافض لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس.
بدوره، عقّب المفوض العام للعلاقات الدولية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح عن عمليات هدم المنازل وتشريد أصحابها قائلًا إنها “جريمة حرب ضد الإنسانية، وتطهير عرقي، وتهجير قسري لمئات المقدسيين والتي تهدف إلى تهويد المدينة وطمس الهوية الفلسطينية”.