قصة شجرة الأسكدنيا التي حاربها الاحتلال بالشيخ جراح
القدس المحتلة- القسطل: تتعدى حرب الاحتلال في حي الشيخ جراح البشر لتصل إلى الأشجار، ففي منزل يعقوب عرفة ماتت ثمار شجرة الأسكدنيا الوحيدة التي زرعها والده قبل وجود الاحتلال؛ نتيجةً لتلوثها بالمياه العادمة التي يرشها الاحتلال صوب الأهالي خلال المواجهات.
وقال المقدسي يعقوب عرفة في مقابلةٍ مع القسطل "نحن نسكن في حي الشيخ جراح منذ عام 1956 بعد أن قدمت الحكومة الأردنية ووكالة الغوث هذا المشروع للاجئين بعد حرب النكبة، قبل ذلك عائلتي كانت تسكن في القدس الغربية، وأنا وُلدت في هذا المنزل عام 1962 أي قبل حدوث النكسة واحتلال مدينة القدس".
وحول الأشجار الموجودة في بستان منزل عائلة عرفة تابع حديثه قائلاً "في هذا المنزل هناك الكثير من الأشياء الموجودة من قبل وجود الاحتلال، على سبيل المثال شجرة الأسكدنيا الوحيدة التي زرعها والدي منذ حصوله على المنزل، هذه الشجرة من أروع أنواع الأسكدنيا التي تذوقتها في حياتي، وهي تعطي ثمارها لمدة أسبوعين فقط، ونحن ننتظرها يوماً بيوم حتى تصبح قابلة للأكل".
إلا أن الأحداث الأخيرة التي اندلعت في حي الشيخ جراح حرمت عائلة عرفة من تذوق ثمار الأسكدنيا لهذا العام؛ وذلك بسبب رشها بالمياه العادمة المليئة بالمواد الكيماوية والتي أدت إلى جفاف الثمار وجعلها غير قابلة للأكل.
[caption id="attachment_6968" align="alignnone" width="653"] شجرة الأسكدنيا التي حاربها الاحتلال في حي الشيخ جراح[/caption]
وأضاف عرفة "في حي الشيخ جراح.. للأسف الشديد لم يسلم من قوات الاحتلال لا الحجر، ولا الشجر، ولا البشر، وهذا شيء مقيت بالنسبة لنا كفلسطينيين نعيش في منازلنا من قَبل وجود الاحتلال، والذي يدعي اليوم من قبل الجمعيات الاستيطانية أن هذه الأرض تعود ملكيتها لهم منذ عام 1876، الجميع يعرف أنه في ذلك الوقت كانت الحكومة التركية والتي كانت تمنع أي شخص غير عثماني أو غير مسلم أن يتملك أرض في مدينة القدس".
وعند سؤاله عن علاقته في المنزل أجاب "هذا المنزل هو قلبي لأن كل حجر فيه يشهد على حكاية حصلت معي، وكل شيء موجود في هذا البستان تعاملت معه كأنه إبني، أنا لا أتصور نفسي أن أترك هذا المنزل أو أعيش في منطقة أخرى غيره، فهو كل ذكرياتي وطفولتي، وكل شبابي، وحياتي كانت مرتبطة به ارتباط حقيقي جذري".
يذكر أن حي الشيخ جراح يقع في الجانب الشرقي لمدينة القدس، وهو مكون من ٢٨ منزل، وفيه أكثر من ٥٠٠ فرد مهددين بالاخلاء لصالح المستوطنين.
. . .