الذكرى الرابعة لشهداء التصدي للبوابات الإلكترونية.. ما هي قصتهم؟
القدس المحتلة- القسطل: يصادف اليوم الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد المحمدين الثلاثة (محمد محمود شرف، محمد أبو غنام، ومحمد خلف لافي) الذين ارتقوا في جمعة الأقصى عام 2017، خلال تصديهم لإجراءات الاحتلال بعد محاولته فرض البوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى.
والشهيد محمد محمود شرف (18 عاماً)، من بلدة سلوان جنوب القدس، استشهد دون أن يحقق حلمه بدخول الجامعة، وتحولت المظلة التي نصبها طوال أسبوع لاستقبال المهنئين له بنجاحه في الثانوية والمحتفلين بيوم ميلاده لمكان لاستقبال المعزين لأهله باستشهاده، ليكون يوم ميلاد محمد وحصوله على شهادة الثانوية العامة واستشهاده في الأسبوع ذاته.
في صبيحة الحادي والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 2017 خرج ليؤدي صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، ويشارك في الاحتجاج على إجراءات الاحتلال بوضع بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين في المسجد الأقصى.
وأدى صلاته عند منطقة رأس العامود بالقرب من مسجد الفاتح مع مجموعة من المصليين، وما أن انتهوا حتى باغتتهم قوات الاحتلال بالاعتداء وفرقتهم بقنابل الصوت والرصاص المطاطي.
وعند تفرق المصلين، توجه محمد إلى أحد الشوارع القريبة المؤدية إلى حي سويح حيث تقع مستوطنة "معاليه هزيتيم" فباغته أحد المستوطنين برصاصة أصابته في عنقه إصابة بالغة، لتعلن الطواقم الطبية استشهاده بعد محاولة استمرت 40 دقيقة لإسعافه دون جدوى، وودعه أهله والمشيعون من منطقة سلوان بشكلٍ مستعجل خوفاً من احتجاز قوات الاحتلال لجثمانه.
والشهيد محمد حسن أبو غنام (20 عاماً) من بلدة الطور بالقدس، كان يدرس في جامعة بيرزيت تخصص علم الحاسوب وودعها شهيداً وهو في سنته الجامعية الثانية.
مكث أبو غنام برفقة والديه في المسجد الأقصى لمدة أسبوع احتجاجاً على البوابات الإلكترونية، وبعد أداءه لصلاة الجمعة على أعتاب المسجد الأقصى، كما حال شهيدينا الآخرين، فرقت قوات الاحتلال المصلين بإطلاق الأعيرة النارية والقنابل الغازية، فأصيب محمد إصابة مباشرة في صدره نُقل على إثرها إلى قسم العناية المركزة في مستشفى المقاصد.
تناقلت الأخبار إصابة محمد ليصل النبأ إلى والدته المرابطة على إحدى بوابات المسجد الأقصى فاستذكرت ما وعدها به ليلة الجمعة: "والله لأخليكي ترفعي رأسك في يما".
وما هي إلا ساعات قليلة حتى أُعلن خبر استشهاده، واتخذ رفاقه قراراً بتهريب جثمانه من المستشفى ودفنه بسرعة كي لا تحتجزه قوات الاحتلال، وحُرمت والدته من رؤيته لآخر مرة وطبع قبلة الوداع على جبينه.
أما الشهيد الثالث "محمد خلف" محمود لافي (17 عاماً) خرج في ذات التاريخ من بلدته أبو ديس بالقدس ليلبي نداء الاحتشاد على أعتاب المسجد الأقصى، وصلى الجمعة بالقرب من بواباته المغلقة وتكرر السيناريو وفرقت قوات الاحتلال المصليين.
أصابته رصاصة مباشرة في صدره نُقل على إثرها إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، وحاولت طواقم الإسعاف إنقاذه إلا أنها باءت بالفشل ليعلن عصر يوم الجمعة عن استشهاده.
ولحق محمد لافي برفاقه الشهداء الذين ارتقوا خلال مرابطتهم في المسجد الأقصى محمد أبو غنام ومحمد شرف، فكان استشهاد الثلاثة إلهاما للمحتجين مرددين: "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد بدأ يعود".
. . .