رفض بيع منزله مقابل أموال طائلة... قصة المقدسي موسى الدر
القدس المحتلة- القسطل: رغم مرور أكثر من 10 سنوات على وفاته، ما زالت سيرة الحاج المقدسي موسى الدر العطرة تروى للأجيال القادمة في هذه الأيام التي نسمع فيها عن العقارات المسربة وعن سياسات الاحتلال التهجيرية، فمن هو وما هي قصته؟
المقدسي موسى الدر هو بائع أبقار كان له مكانة مهمة في منطقة باب القطانين، في الثمانينات حاولت الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم" شراء محله منه مقابل 200 ألف دينار، فرّد عليهم بـ "شمة زعوط عندي"، وهو نوع تبغ يستنشقه الناس لفتح الأنف وهو رخيص جداً، فحاولت إغراءه بإضافة 200 ألف دينار، فرّد عليهم بذات الجواب.
في حينها لجأت الجمعية الاستيطانية بإغراءه بشيك مفتوح بالمبلغ الذي يريده، فرد عليهم بـ "قليل، أوافق على بيعه مقابل ورقة تحتوي على توقيع جميع المسلمين في العالم من الكبير حتى المولود الجديد، في حينها سأعطيكم المحل دون أي مقابل".
وكان المقدسي الدر من رجال ثورة عام 1936، ومن قادة الجهاد المقدس خلف الشهيد عبد القادر الحسيني عام 1948، وعاصر النكبة والنكسة، ولم يتزحزح وتمسك بمنزله حتى بعد استيلاء المستوطنين على المنزل الملاصق لمنزله، وقبل وفاته وهبه للوقف الإسلامي حتى يحافظ عليه.
اليوم يستذكر الفلسطينيون والمقدسيون سيرته عبر لقاء على موقع الزوم، ويتخذونه قدوة لهم في التمسك بمنازلهم وأرضهم وحب القدس، ويقولون "هذه القصة تجعلنا نتشبث بحب القدس ونتخذ منه قدوة بعد أن رفض كل إغراءات الحياة من أجل القدس".
. . .