ابنة حي الشيخ جراح أسيل الكرد.. حصدت 98,7% رغم الأحداث والتهديد بالإخلاء قسراً
القدس المحتلة- القسطل: فرحة عارمة غمرت قلبها وقلب عائلتها رغم أنهم من العائلات المهددة بالإخلاء قسراً، فلم يكن من السهل الحصول إلى هذه النتيجة مع الأحداث التي شهدها الحي بسبب سياسات الاحتلال، تحديداً في فترة امتحانات الثانوية العامة.
المقدسية أسيل الكرد ابنة حي الشيخ جراح حصلت الأمس على معدل 98.7% بالثانوية العامة في الفرع اللعمي، لتثبت أن الإصرار يكسر أية قيود.
وتروي الكرد لـ القسطل العقبات التي واجهتها في هذه الفترة، قائلةً "أكبر عاقبة كانت فيروس كورونا الذي حول التعليم الوجاهي إلى إلكتروني، وعندما عدنا للمدارس واجهت القدس انتفاضة وتحديداً في الحي، وكان هناك يومياً مواجهات وقمع للشبان ومحاولة للإستيلاء على المنازل".
وعن تأثير الاحداث الأخيرة في حي الشيخ جراح عليها كطالبة، أضافت الكرد "منزلنا أيضاً من ضمن المنازل المهددة بالإخلاء، فعندما كنت أدرس لم أكن أشعر بالأمان نهائياً، وكنت أشعر أنه في أي لحظة من اللحظات ممكن أن تخرجنا قوات الاحتلال من المنزل، واشتدت المواجهات والأصوات خلال فترة التجريبي وتحضيري للامتحانات، ورائحة المياة العادمة ملأت المكان، وهذا شتت تركيزي وأثر على مكان دراستي فكنت أتنقل من مكان لآخر حسب الأصوات والرائحة التي تكون بالخارج".
وتابعت "أهدي نجاحي للشيخ جراح وأهله، وللمصابين والمعتقلين، ولأهل القدس، وعائلتي ومعلماتي وصديقاتي".
وتحلم الكرد بأن تصبح طبيبة يفخر بها حيها ووطنها، وقالت "منذ طفولتي أحلم بأن أصبح طبيبة، وكان هدفي الحصول على معدل أعلى من معدل تخصص الطب على أمل الحصول على منحة".
وعن هذه الفرحة رغم قرار الإخلاء وتنغيصات الاحتلال المتتابعة، وصفت والدة أسيل الكرد مشاعرها لـ القسطل، قائلةً "فرحتنا لا توصف الحمدلله، ربنا أكرمها على تعبها وجهدها وحققت حلمها في دخول تخصص الطب، فالحمدلله بعد النتائج بساعاتٍ قليلة حصلنا على موافقة من جامعة القدس أبو ديس بقبولها بتخصص الطب، ونتمنى أن يكون هناك منحة أو مساعدة لها لتحقق حلمها منذ الطفولة".
لم تجنِ أسيل هذا المعدل بسهولةٍ أبداً، فهذه المرحلة رافقها الكثير من التشتت من أصوات المظاهرات والقنابل الصوتية وروائح المياه العادمة، وتابعت والدتها "حي الشيخ جراح يشهد يومياً مواجهات منذ فترة وهذا سبب خوف كبير لها؛ فحتى عند خروجها من الحي لتقديم الامتحانات كان والدها يرافقها بالذهاب وبالعودة ومشاعر الخوف تسيطر عليه، والوضع كان مليء بالتوتر".
وأضافت "عند دراستها كانت تتشتت كثيراً من أصوات المظاهرات والصراخ والقنابل، وأصوات الشرطة والإسعاف، ونحن حاولنا بقدر ما نستطيع توفير أجواء هادئة لها، واقترحنا عليها أن تضع السماعات في أذنها لتخفف من الأصوات، ولكن الظروف كانت جداً صعبة.. الحمدلله".
ووصف والدها هذه الفترة لـ القسطل، قائلاً "بدأت الأحداث في الحي منذ شهر رمضان وأنا اضطررت لإخبارها بأن تحصل على أي معدل كان، فالوضع في حي الشيخ جراح صعب جداً والحمدلله حصلت على معدلٍ عالي رغم الظروف".
. . .