من رحم الألم يولد الإبداع.. المقدسية ولاء تحقق حلم والدها الأسير أمين شقيرات وتحصد 98,4%
القدس المحتلة- القسطل: "دائماً أي نجاح يحتاج إلى صبر، وأنا تعلمت الصبر من والدتي، وأي نجاح يحتاج إلى تضحية، وأنا تعلمت التضحية من والدي، فهؤلاء هم قدوتي في الحياة وأنا تعلمت منهم دروس عظيمة وطبقتها على نفسي، وهذا هو السر خلف نجاحي".
هكذا بدأت المقدسية ولاء شقيرات حديثها عن السبب الذي جعلها تحصل على معدل 98,4% في الثانوية العامة في الفرع العلمي.
وهي من بلدة السواحرة الشرقية، وابنة الأسير أمين شقيرات الذي يقضي حكماً بالمؤبد، بالأمس أثبتت أن النجاح والإبداع يولدا من رحم الألم والمعاناة، والفرحة تُخلق رغم غياب الأحبة خلف قضبان السجون.
وروت لـ القسطل التحديات التي شعرت بها في هذه المرحلة، قائلةً "التوجيهي تحدياته كثيرة، فالتحدي الأول أنني سأنتقل إلى صف لم أجربه من قبل ونتيجته هي من ستحدد مستقبلي؛ لذلك كان عندي توتر وهذا التوتر أحياناً كان يزيد عن حده، والتحدي الآخر هو الكورونا والتعليم الإلكتروني".
وتابعت شقيرات "بالرغم من غياب والدي إلا أنني كنت دائماً أستشعر برقابته ودعمه المعنوي لي عن طريق نصائحه، وأمي لم تقصر فكانت هي الأم والأب، وبقية أفراد عائلتي لم يقصروا معي".
وأكملت "الجميع كان يخبرني أن التوجيهي ليس نهاية العالم، لكن وأنا في هذه المرحلة لم اكن أعتقد هذا الاعتقاد وكنت دائماً أشعر بالخوف من فكرة عدم حصولي على معدل لأن هذا حلم والدي، وحلمي منذ الصغر أن أدرس الطب البشري، وطالب التوجيهي العادي يتوتر ولكن أنا توترت بزيادة لهذا السبب".
خُلقت الفرحة في منزل ولاء بالرغم من غياب والدها الأسير أمين شقيرات، وطوال هذه المرحلة حاول جميع أفراد العائلة أن يكونوا مصدراً لدعمها، لتحقق أحلامها وأحلام والدها.
وقال عم الطالبة أكرم شقيرات لـ القسطل والدموع تنهمر من عينيه "ما حدث اليوم هو عبارة عن جناية محصول لتعب دام 18 سنة، فهي أمانة وضعها أخي أمين شقيرات بعد أن غادر وتم اعتقاله من قبل قوة ضخمة من قوات الاحتلال، في حينها إلتفت إلى والدتي وأخبرها "وصّيتك الأولاد"، والآن الحمدلله هذه الفرحة لا توصف".
وقال أخاها أسامة شقيرات "أرسل سلامي وتحياتي لأبي وخالي وأبارك لهما في نجاح أختي بهذا المعدل، وأتمنى من الله أن يفك أسرهما وكافة الأسرى، والشعور اليوم لا يوصف.. الحمدلله فهذه الفرحة لجميع العائلة".
وتوقع أفراد العائلة أن تحصد ألاء هذ المعدل لأنها متفوقة من صغرها، وأضاف خالها أيمن شقيرات لـ القسطل "الشعور أبداً لا يوصف، كُنا ننتظر النتيجة وفجأة وصلت رسالة على الهاتف، ومن شدة الفرحة لا تستطيع أن تخبر من حولك عن النتيجة، وبدأنا بالصراخ، وأنا كنت متوقع لها هذا المعدل لأنني كنت أزورها يومياً وأدعمها وأخبرها أن هذه الأيام ستمر".
. . .