ما بين (بطولة القدس في يلا "نلعب شيش بيش...كلنا مقدسيين") والتطبيع الناعم
القدس المحتلة- القسطل: لفت انتباهي كما الآخرين لافتات ترويجية من قبل بلدية الاحتلال لتنظيم بطولة "شيش بيش" وغيرها من النشاطات التي تهدف إلى تغيير معالم ورونق حارة النصارى في منطقة باب الخليل والباب الجديد بتاريخ 26/8/2021، والحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم بطولة من هذا النوع وواضح أن نجاحها خلال الأعوام الماضية دفع البلدية لتنظيمها هذا العام بالتعاون مع عناوين في هذه المنطقة بالتحديد من أجل حفنة من المال.
والعودة إلى تسريب أملاك بطريركية الروم الأرثوذكس، فندق الامبريال والبتراء ودير مار يوحنا لصالح جمعية عطيرات كوهنيم الاستيطانية في ميدان عمر بن الخطاب، وصولاً إلى تأجير الأرض الأرمنية إلى بلدية الاحتلال لعمل موقف للسيارات لتسهيل الوصول إلى حائط البراق والتخطيط لبناء فندق في هذه المنطقة، وتنظيم بلدية الاحتلال سوق عيد الميلاد خلال الأعوام الماضية مع بعض المؤسسات المحلية دليل على الصورة العامة لأسرلة وتهويد هذه المنطقة والتي هي حجر أصلي في فسيفساء البلدة القديمة والتي تعكس الهوية الوطنية والأخلاقية للهوية المسيحية داخل البلدة القديمة.
واطلَّعت أيضاَ على دعوة وجهتها البعثة البابوية لعرض نتائج دراسة مسحية عن "سوق العمل الإسرائيلي" لتطوير الإرشاد التعليمي والوظيفي في المدارس المسيحية بالتعاون مع جامعة بار ايلان والتي أشرف عليها Pro. Reut Amitay Shunem Halevi، ومع تقديرنا لما تقوم به البعثة البابوية من جهد لدعم المؤسسات المحلية إلا أن الانزلاق إلى هذا المستوى سيساهم في أسرلة التعليم وسلخ التعليم عن الجسم الفلسطيني والسقوط في التطبيع الناعم.
ويدهشني هذا الانزلاق مقابل حفنة من الأموال السياسية وسط صمت المؤسسات المسيحية والبطريركيات والأديرة المختلفة والمرجعيات الفلسطينية العديدة في مدينة القدس، إن التعامل مع هذه المنطقة بمعزل عن باب العامود والشيخ جراح وسلوان بنفس الدرجة والأهمية الوطنية سوف يتركها ساحة فارغة بدون حماية جماعية للهوية الوطنية العربية المسيحية الأصلية .
من واجبنا دق الناقوس والتذكير بموقف الفاتيكان والكنائس العالمية المشرف وضرورة احترامها وعدم التساوق مع هذه النشاطات التي تهدف إلى تهويد الحي ونناشد الأندية والمؤسسات الكشفية والأفراد على ضرورة مقاطعة هذه النشاطات وعدم المشاركة بها، ونطالب وزارة التربية والتعليم المشرفة على المدارس إلى القيام بمسؤولياتها، وأيضاً دائرة شؤون القدس في م. ت. ف إلى التدخل الفاعل لوقف النشاطات التطبيعية والأسرلة والعمل الجدي للحفاظ على الإرث الوطني المسيحي من قلب كنيسة القيامة.
أخيراً، تتضح الصورة من (مخطط القدس الشرقية) الذي يهدف إلى نسخ الطابع "الإسرائيلي" في القدس الغربية إلى القدس الشرقية، ابتداءً من شارع يافا حتى باب الجديد وباب الخليل نزولاً إلى شارع السلطان سليمان وحتى كرم المفتي في الشيخ جراح، وهذا المشروع من أخطر المشاريع الاستيطانية الذي يهدف إلى ضم القدس على الأرض وربط البؤر الاستيطانية وتقطيع الحيز الفلسطيني وإضفاء الطابع اليهودي على مدينة القدس.
. . .