الإغلاقات المتكررة بسبب فيروس كورونا.. خطر يهدد السوق المقدسي
القدس المحتلة- القسطل: أثرت الإغلاقات المتكررة بسبب انتشار فيروس كورونا بشكلٍ سلبي على تجار البلدة القديمة، وأدت إلى تدهور وضع التجارة، والسياحة، والاقتصاد بشكلٍ عام في المدينة.
وروى أحد التجار المقدسيين المتضررين نادر المرواني لـ القسطل تأثير فيروس كورونا على تجارته، قائلاً "بدأت العمل في محلي منذ 46 عام، وتغيرت مهنتي عدة مرات حسب الأوضاع والظروف ابتداءً من حواجز وتضييقات الاحتلال وصولاً إلى فيروس كورونا، والآن أنا لا أعمل ولا يحتوي محلي على أي بضاعة".
يقع محل المراوني في "طريق الآلام" وهو شارع رئيسي للسياحة في المدينة المقدسة، ويتميز هذا الشارع بازدحامه على مدار اليوم، ولكن مع انتشار الكورونا أصبح فارغاً لا يمر منه أي عابر.
وأضاف "في هذا الشارع قليل جداً أن يمر عرب وهو مخصص للسياحة، ولكن منذ انتشار فيروس كورونا انتهت السياحة، وانتهى عملنا وأصبح الشارع فارغ، والمحل فارغ والثلاجات مفصولة عن الكهرباء".
حصل المرواني على مساعدة من الضريبة لفترة قصيرة، ثم توقفت هذه المساعدات، وأكمل حديثه "المعادلة هي: لا يوجد عمل بالتالي لا أحد يعتني بالبلدة القديمة، وللأسف لجنة التجار والغرفة التجارية غير قادرة على عمل أي شيء ولا يوجد أي مساعدات لهذه البلد، حتى السوق العربي لا يعمل بنسبة 10% بسبب عدم تواجد الوافدين التي منعتهم حواجز الاحتلال ومصادرة الهويات والتضييقات من الوصول إلى القدس".
لا يزال خطر فيروس كورونا يهدد التجار المقدسيين رغم الأضرار الجسمية التي ألحقها بهم منذ بداية انتشاره، فهناك تخوفات داخل السوق المقدسي من إغلاقاتٍ قادمة بسبب تجدد انتشار الفيروس.
وقال أحد أعضاء لجنة التجار في البلدة القديمة أحمد دنديس لـ القسطل إن "المدينة المقدسة تعاني من ركود اقتصادي منذ سنوات، وفي ظل جائحة كورونا انهارت تجارياً، وبالتالي إن أي إغلاق جديد خاصةً في البلدة القديمة سيكون له تأثير كبير وتبعيات صعبة".
منذ بداية الجائحة تم إغلاق أكثر من 240 محلاً تجاري مختص في بيع التحف الشرقية والهدايا، وسيزداد العدد في حال أُعيد قرار الإغلاق، فيما بلغ عدد المحلات المغلقة قبل فيروس كورونا من 300-350 محلاً؛ بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية وتراكم الضرائب.
وأكد دنديس على أن "التاجر المقدسي هو رأس الهرم للمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، وإن أي خلل في المنظومة التجارية سيؤثر سلباً على المدينة المقدسة، لذلك يجب دعم التجار بشتى الطرق الاقتصادية والسياسية حتى يتمكنوا من الصمود لآخر رمق ممكن".
ووصف تاجر مقدسي آخر لـ القسطل الأضرار التي ألحقها به الفيروس، قائلاً "نحن كتجار ملابس من المفترض أن نبدأ الاستعداد لموسم الخريف... نريد أن نحضر بضاعة خريفية لكن لا نعلم ماذا نُحضر وكم الكمية، فأنا ما زلت أبيع في ملابس الصيف المكدسة لدي منذ بداية الكورونا".
. . .