"يلا لفة في القدس".. مبادرةٌ لإحياء أسواق البلدة القديمة

"يلا لفة في القدس".. مبادرةٌ لإحياء أسواق البلدة القديمة
القدس المحتلة- القسطل: من المثلث الشمالي في أعلى البلاد إلى العاصمة الفلسطينية، حضرت الشابة آية خلف حاملة معها حبها إلى القدس، لتوظفه في خدمة المدينة وأهلها عن طريق إطلاق مبادرةٍ لإحياء البلدة القديمة؛ بعد ما عانته من أزماتٍ اقتصادية تفاقمت في السنتين الأخيرتين جراء جائحة كورونا، وتضييقات الاحتلال. اتخذت الفنانة الفلسطينية آية خلف "يلا لفة في القدس" عنواناً لمبادرتها الجديدة، والتي من شأنها إعادة الحركة في أسواق وأزقة وأحياء البلدة القديمة. وقالت خلف لـ القسطل "بدأت المبادرة بشكلٍ فردي كوني أتواجد في البلدة بكثرة، وأحبها وأرى شبابيكها وأبوابها التي تدفعني للتساؤل دوماً عن القصص التي تختبئ وراءها". وأضافت "في كل مرة كنت أتجول فيها في البلدة القديمة كانت تستوقفني شكاوى التجار من اشتياقهم للحركة، ما جعلني أفكر في مبادرات للمساعدة في الإحياء". وتعتبر البلدة القديمة أكبر تجمع تجاري في القدس المحتلة، لكنها تعطلت بشكلٍ كامل فترة جائحة كورونا، لا سيما وأنها تعتمد بالدرجة الأولى على السياحة. وأكملت خلف حديثها "في البداية قدمت بعضاً من الأغاني التي أنتجتها أنا ومجموعة من الشابات الفلسطينيات في البلدة القديمة ليكون جزءاً من طرق الإحياء، إضافةً إلى المنشورات التي أشاركها عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تكون لتاجر يعرض ما عنده من بضاعة أو خدمة، ويدعو الناس لزيارة متجره". ومنذ نحو أسبوعين، أوقفت شرطة الاحتلال الفنانة الفلسطينية آية خلف عقب فعالية غنائية أدتها في أزقة البلدة القديمة؛ بحجة عدم وجود "تصاريح". وكان لأحداث القدس الأخيرة أثراً في تضييق الخناق أكثر على المقدسيين؛ إذ أصبح المعظم يتجنب النزول إلى البلدة القديمة تحسباً لأي اعتداء من جانب الاحتلال، حتى الدعم الذي كان يقدمه فلسطينيو الداخل المحتل للتجار المقدسيين شبه متوقف بسبب تردي الأوضاع الأمنية. ولم تكتف خلف بما قدمت، بل فكرت بمساحةٍ أكبر لدعم التجار المقدسيين فافتتحت مؤخراً صفحة "يلا لفة" عبر منصة "انستجرام" حتى تغطي من خلالها الجولات التي سيقومون بها. وأوضحت خلف لـ القسطل أن "الجولة ستتضمن تعريفاً بمحلات البلدة القديمة، بالإضافة إلى الشراء منهم، إلى جانب الأكل، والغناء.. وسيظهر أصحاب المحلات التجارية ويشرحوا بأنفسهم عن أماكنهم، من حيث تاريخها، وما يقدمونه وغيره". وقالت إن "البلد تستحق منا دائماً أن نقدم لها كل ما في وسعنا، وهذا ما نحن ماضون فيه، وإن الهدف الأساس من المبادرة هو المساعدة في إعمار البلدة القديمة". إضافةً إلى أن المبادرة تهدف إلى تعريف الجيل الجديد أكثر على البلدة القديمة، ومعالمها، ومتاجرها، كونه جزء من إعمار البلد. وبحسب آية ستكون المبادرة يوم السبت من كل أسبوع ابتداءً من 28 آب الجاري، من الساعة الواحدة إلى الثالثة عصراً, وحول علاقة خلف بمدينة القدس تؤكد أنها "مسقط روحها وقلبها، تجذبها لها لما فيها من تفاصيل، وإن القدس تشبهنا في تركيبتنا كإنسان وبصراعنا وهويتنا". وآية خلف هي فنانة فلسطينية من قرية جت الواقعة في المثلث الشمالي، تعمل كمدرسة للموسيقى، ودرست الموسيقى الشرقية والتربية الموسيقية في القدس. كما أنها مهتمة بالتراث الغنائي الشفهي الفلسطيني، وتوثق تجاعيد النساء الفلسطينيات والفلكلور الأصيل. وقالت خلف إنها تتبع طريقة "من الفم إلى الأذن"، أي أنها تستمع مباشرة للنساء خلال غنائهن في الأعراس والمناسبات المختلفة، وتحفظ ما يعنينه وتكتبه.
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: