كيف يساهم أداء "الفجر العظيم" في مواجهة انتهاكات الاحتلال داخل الأقصى؟
القدس المحتلة- القسطل: تجددت الدعوات المقدسية لأداء صلاة الفجر العظيم في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وشد الرحال إليه، بالتزامن مع الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التي يمارسها الاحتلال في المسجد الأقصى بشكلٍ خاص، والمدينة المقدسة بشكلٍ عام.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري لـ القسطل إن "هذه الدعوات مباركة، وليست غريبة على أهل القدس؛ لأن صلاة الفجر من الصلوات المفروضة على المسلمين، وإن أدائها في المسجد الأقصى له ثوابٌ مضاعف".
وعن دور هذه الدعوات في مواجهة انتهاكات الاحتلال، أضاف صبري أن "الاستمرار في أداء صلاة الفجر العظيم في رحاب المسجد الأقصى سيكون له أثر في تشجيع جميع المسلمين في التردد على المسجد الأقصى وإعماره، وبالتالي والأهم سيتم وضع حد لتجاوزات الاحتلال بحق الأقصى من اقتحامات، واعتداءات على المصلين، وحفريات حوله".
ويتوقع صبري أن يكون هناك إقبال كبير جداً على هذه الدعوات كما حصل قبل ظهور فيروس كورونا، وأكمل "أتمنى أن تستمر هذه الدعوات وهذا الإقبال كما كان سابقاً قبل جائحة الكورونا".
وكانت حملة "الفجر العظيم" قد انطلقت مطلع العام الماضي من المسجد الإبراهيمي في الخليل، لينضم إليها المسجد الأقصى ومساجد كثيرة في الضفة وغزة وعدة دول في العالم العربي والإسلامي.
وقال الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري في مقابلةٍ مع القسطل إن "أعتقد أننا سنعود لما كُنا عليه قبل عام أي قبل انتشار فيروس كورونا، عندما كانت تقام صلاة الفجر العظيم في الخليل والقدس من قبل المئات من الفلسطينيين، وكانت تجربة ناجحة جداً ثم أصبحت بشكل عائلتي".
ويعتقد الجعبري أن التقصير في الحضور إلى المسجد الأقصى في الفترة الأخيرة هو من سمح لـحكومة الاحتلال أن تغير من أدائها وسلوكياتها، وتقوم بتأدية الصلوات اليهودية في المنطقة الشرقية بالقرب من باب الرحمة بشكلٍ يومي وعلني.
وتابع حديثه "مؤخراً، بادرت بعض العائلات المقدسية في الحضور إلى المسجد الأقصى بشكل عائلي لأداء صلاة الفجر، وأعتقد أن هذه الحملات ستتوسع في الفترة القادمة من قبل عائلات مقدسية أخرى، وهذه مبادرة جداً مهمة حتى يكون هناك تواجد دائم في الأقصى".
وحول أهمية هذه المبادرات وتأثيرها في مواجهة انتهاكات الاحتلال، أضاف الجعبري أن "العودة لموضوع الفجر العظيم سيؤدي إلى نهوض ويقظة في حضور الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، وأعتقد أن الشيء الوحيد الذي تخشاه حكومة الاحتلال هو وجود المصلين في المسجد الأقصى، وانتباههم لما يحدث، ورباطهم به، وتحسب حساب كبير لهذه المبادرات".
وأكد الجعبري على أن التواجد بشكلٍ مكثف داخل المسجد الأقصى يجعل الاحتلال يتراجع عن الخطوات التي يقوم فيها داخل المسجد الأقصى.
وأوضح أن "هذه المباردات هي خطوة مهمة في تأخير إجراءات الاحتلال داخل الأقصى، وخطوة مهمة لتراجعه عن بعض الإجراءات التي يقوم بها خاصة منع المصلين من التواجد داخل الأقصى".
وبالتزامن مع تجدد دعوات الفجر العظيم في القدس، تجددت مرة أخرى في الخليل بسبب محاولات الاحتلال لتغيير معالم المسجد الإبراهيمي وتهويده.
. . .