في اليوم الوطني لاسترداد جثمانين الشهداء.. الاحتلال يحتجز جثامين 13 شهيداً مقدسياً
القدس المحتلة – القسطل: في اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء ما زال الألم يسكن قلوب 13 عائلة من القدس وضواحيها، ويثار في نفوسهم يوماً بعد يوم، وما زالت حملات المطالبة باسترداد جثامينهم مستمرة.
بلغ عدد الشهداء المقدسيين المحتجزين لدى الاحتلال منذ عام 1968 وحتى العام الجاري 13 شهيداً بعد آخر شهيدة تم احتجازها، وهي الشهيدة مي عفانة.
والشهداء هم: جاسر شتات (1968)، كامل مزعرو (1986)، نبيل حلبية (2001)، أسامة بحر (2001)، مصباح أبو صبيح (2016)، فادي قنبر (2017)، عزيز عويسات–الأسير الشهيد (2018)، إبراهيم هلسة (2020)، أحمد عريقات (2020)، أشرف هلسة (2020)، شاهر أبو خديجة (2021)، زهدي الطويل (2021)، مي عفانة (2021).
الشهيد المحتجز جاسر شتات هو أقدم الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم، كان مقاتلاً في صفوف الثورة الفلسطينية، وأصدرت قيادتها العسكرية أمراً له بعبور الحدود الأردنية الفلسطينية ضمن مجموعة عسكرية؛ لتنفيذ مهمة قتالية ضد قوات الاحتلال.
تمكنت مجموعته من عبور الحدود وصولاً لمدينة أريحا، وهاجمت القوة العسكرية المتواجدة قرب قصر هشام، فوقعت معركة استمرت لساعات، وأثناء انسحاب المجموعة الفلسطينية بهدف العودة إلى قاعدتهم في الجانب الأردني قامت قوات الاحتلال بقصف طريق الانسحاب بقذائف المدفعية والطيران الحربي، فسقط جاسر شتات شهيداً، فيما وقع زميله أبو داود أسيراً وتمكن باقي أفراد المجموعة من إتمام الانسحاب بسلام.
الشهيد كامل مزعرو استشهد عام 1968 قرب العوجا في اشتباك مسلح وما زال جثمانه محتجزاً، بحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.
الشهيدان بحر وحلبية من بلدة أبو ديس شرقي القدس، نفّذا عملية مزدوجة بمدينة القدس، أسفرت عن مقتل 11 ”إسرائيلياً”، وجرح أكثر من 190 آخرين.
أما الشهيد مصباح أبو صبيح، فقد نفذ عمليتيْ إطلاق نار في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة (في نقطتين مختلفتين في اليوم ذاته)، مستهدفاً عدداً من المستوطنين والقوات "الإسرائيلية"، عام 2016.
والشهيد فادي قنبر فقد نفذ عملية دهس بشاحنة في مستوطنة “أرمون هنتسيف”، المقامة على أراضي بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس، وأسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين.
هذان الشهيدان عاقب الاحتلال عائلتهما بشكل كبير عقاباً جماعياً تضمن هدم للمنازل، واعتقال للأبناء والبنات، واستدعاء أفراد العائلتين للتحقيقات، وعدم تسليم جثمانيهما حتى اليوم، حتى صدر آخر قرار من محكمة الاحتلال بنقلهما إلى مقابر معلومة وتابعة للجيش، لكن حتى اليوم لا يوجد أي تفاصيل حول الدّفن، وهل فعلياً تم دفنهما حسب القرار أم لا، وذلك حسبما أفادت به سلوى حماد منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء في حديثٍ سابق لـ”القسطل”.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال ومنذ عام 2015، لا تقوم بدفن الشهداء في مقابر الأرقام، بل في مقابر تابعة لجيش الاحتلال.
أما عن الأسير الشهيد عويسات أُصيب بنزيفٍ حاد وجلطة قلبية نتيجة الاعتداء عليه من قبل قوات القمع في سجن “إيشل“ عام 2018، ودخل في غيبوبة استدعت نقله بشكلٍ عاجل إلى عيادة سجن الرملة ومنها إلى مشفى “أساف هاروفيه”، إلا أن حالته الصحية تدهورت أكثر، ونُقل بعد ذلك إلى مستشفى “تل هشومير” بوضع صحي حرج.
أُعيد عويسات إلى مشفى “أساف هاروفيه” مجدداً، حيث تم الإعلان عن استشهاده، وهو معتقل منذ عام 2014، ومحكوم بالسجن الفعلي لـمدة 30 عاماً، وهو من بلدة جبل المكبر.
والشهيد إبراهيم هلسة استشهد برصاص الاحتلال العام الماضي، على حاجز “الكونتينر” الواقع شرقي القدس، بعدما ادعى الجنود محاولته تنفيذ عملية دهس بمركبته إضافة إلى محاولة الطعن.
أما الشهيد عريقات فقد استشهد على الحاجز ذاته، والادعاء ذاته، وذلك في يوم عرس شقيقته، وفي منتصف شهر آب الجاري رفضت محكمة الاحتلال الإفراج عن جثمانه.
والشهيد أشرف هلسة، فقد ارتقى قرب أحد أبواب المسجد الأقصى بعدما تم إطلاق النار عليه؛ عقب طعنه أحد عناصر الاحتلال.
في العام الجاري 2021، وبالتحديد في الـ16 من أيار، نفّذ المقدسي شاهر أبو خديجة عملية دهس عند مدخل حي الشيخ جراح المُحاصر من قبل الاحتلال، ما أدى إلى إصابة سبعة شُرَطيّين، واستُشهد أبو خديجة برصاص الاحتلال على الفور، وهو من سكان بلدة كفر عقب شمالي العاصمة.
والفتى ابن الثانوية العامة زهدي الطويل نفّذ عملية طعن استهدفت جندياً ومستوطناً في أرض السمار (التلة الفرنسية) في الـ24 من الشهر ذاته.
وفي الـ 16 من حزيران الماضي، استشهدت الدكتورة مي عفانة على مشارف بلدة “حزما” شمالي القدس، بزعم محاولتها تنفيذ عملية دهس وطعن جنود، وقد تركت تنزف لوقت طويل دون تقديم العلاج لها.
وهي طبيبة صحة نفسية ومحاضرة في كلية جامعة الاستقلال، تبلغ من العمر (29 عاماً)، وأم لطفلة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات.
ومنذ ذلك الحين، تشتعل بلدة أبو ديس غضباً احتجاجاً على استشهاد عفانة واحتجاز جثمانها، وتندلع يومياً مواجهات بين قوات الاحتلال والشبّان الفلسطينيين للضغط على الاحتلال لاستعادة الجثمان.
لا تكفّ عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم عن مطالبة الاحتلال باستردادها، لكنّ الأخير يحاول التنكيل بهم ومعاقبتهم على اعتبار أن تلك السياسة ستردع آخرين عن العمل المقاوم ضده، لكنه لا يعرف أن الفلسطينيين ومنذ أن احتُلّت تلك الأرض واغتُصبت من قبل “العصابات الصهيونية” وهُجر آلاف الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم ما زالوا على العهد، يُدافعون عن أرضهم وأرض أجدادهم بكل ما أوتوا من قوّة وعتاد حتى تحرير الأرض والأسرى والثأر للشهداء.
. . .