البدء بأعمال حفريات في أرض "مقبرة الشهداء" من أجل تحويلها لحديقة توراتية

البدء بأعمال حفريات في أرض "مقبرة الشهداء" من أجل تحويلها لحديقة توراتية
القدس المحتلة- القسطل: اقتحمت قوات الاحتلال صباح أمس الأحد أرض "مقبرة الشهداء" الملاصقة للمقبرة اليوسفية بالقرب من منطقة باب الأسباط في القدس، وشرعت بأعمال التجريف والحفريات فيها، وقامت بإدخال الشبكات الحديدية استعداداً لفرشها وصب الباطون على أرضيتها؛ بهدف منع الدفن فيها، وتحويلها إلى "حديقة توراتية". وقال مسؤول لجنة المقابر الإسلامية بالقدس مصطفى أبو زهرة لـ القسطل "قام عمال ما تسمى بـ "سلطة الطبيعة" وجرافات الاحتلال باقتحام أرض "مقبرة الشهداء" وتجريفها وإجراء الحفريات فيها، وهذا المكان هو امتداد لمقبرة اليوسفية، يحتوي على قبور عديدة وعلى صرح الشهداء لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967؛ لذلك سميت بـ "مقبرة الشهداء". وأضاف "أثبتنا للمحكمة وقدمنا لها الوثائق الكاملة بأنها مقبرة تابعة للأوقاف، وفي نهاية العام الماضي أصدرت المحكمة قراراً بمنع أي أعمال في هذه المقبرة، ومن ثم تم دفن أحد المقدسيين في هذه المقبرة، واتُخذ هذا القبر ذريعة لإنهاء ذاك القرار". وفي أواخر يوليو/ تموز الماضي، استجاب قاضي محكمة الاحتلال لطلب بلدية الاحتلال وما تسمى "سلطة الطبيعة" باستئناف أعمال التجريف في أرض المقبرة، بعد نحو سبعة أشهر من إصدار أمر احترازي بوقفه. وتابع أبو زهرة "الآن يقومون بفرش الأرض بالحديد تمهيداً لصبها بالباطون من أجل منع دفن المسلمين وأمواتهم في أرض هذه المقبرة". وتعد المقبرة اليوسفية إحدى أشهر المقابر الإسلامية في مدينة القدس، تقع على ربوةٍ مرتفعةٍ تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، ومنها إلى ناحية الشرق بحوالي 35-40 متراً، وتلتقي حدودها مع الشارع العام المسمى (طريق أريحا)، والذي ينحدر جنوباً إلى أن يتقاطع مع الشارع الصاعد إلى باب الأسباط. وتحتوي على قبورٍ للعائلات الفلسطينية التي تعيش بمدينة القدس، ويقع شمالها مقبرة الشهداء لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967، وفي عام 2014 أقدم الاحتلال على إزالة 20 قبراً تعود إلى الجنود ومنع الدفن في جزئها الشمالي. وعلى مدار سنوات، تعرضت إلى اعتداءات متواصلة من الاحتلال شملت هدم سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وإزالة درجها الأثري، وإغلاق الدرج المؤدي إليها، وحفر الشارع الواصل من الباب نحو "سوق الجمعة" على محاذاة السور الشمالي وصولًا إلى برج اللقلق من الخارج، بحجة أعمال الحفر والصيانة. وحول دوافع الاحتلال من إستئناف عمليات التجريف والحفر فيها قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي لـ القسطل إن “سلطات الاحتلال تريد أن تغير صورة المدينة المقدسة وتغير ملامحها الإسلامية والعربية إلى يهودية عن طريق محو كل الآثار والعلامات الواضحة لتاريخ المدينة، وهذه المقبرة هي جزء مهم من المدينة المقدسة تريد أن تحولها إلى حديقة توراتية تعبر عن التوجه العبري والوجود اليهودي والتوجه الغربي في المدينة.. وهنا تكمن خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال". وأكد الهدمي على أن عملية الإعتداء على المقبرة اليوسفية تبعث رسالة بأنه ليس هناك خطوط حمراء بالنسبة لبلدية الاحتلال وهي تستطيع أن تعتدي على القبور والمقابر وعلى الأماكن الدينية دون أي حسيب أو رقيب في إطار قانوني منحتهم إياه المحكمة، فمحاكم الاحتلال ليست إلا ذراع لسلطات الاحتلال تستخدمه من أجل تمرير سياساتها التهويدية والعنصرية وإعطاء صبغة قانونية على كل سياسة تريد أن تقوم بها. وحول الطريقة الوحيدة لوقف هذه الإعتداءات تابع الهدمي أن “تهويد المقبرة وإقامة حديقة توراتية على أرضها سيجلب أعداد كبيرة من المستوطنين لزيارتها وتدنيسها، وفتح أبواب الحركة الإنسانية في المكان، إضافة لزيادة التضييق على المقدسيين، ولمواجهة سياسات التهويد فإن البعد الجماهيري يشكل عنصراً مهماً ورئيسياً في التصدي لإجراءات الاحتلال ومشاريعه التهويدية، لأن هذا البعد آخر ما تبقى لدى المقدسيين الذين يواجهون سياسات الاحتلال وحدهم".
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: