كيف تدرج المستوطنون في التصرفات بالأقصى وصولاً إلى "السجود الملحمي والنفخ بالبوق"؟
القدس المحتلة- القسطل: اقتحم 202 مستوطناً باحات المسجد الأقصى، اليوم الأربعاء خلال الجولتين الصباحة والمسائية، عبر باب المغاربة، بحراسةٍ مشددة من شرطة الاحتلال؛ بذريعة إحياء الأعياد اليهودية.
وأثناء الاقتحام، أدى المستوطنون طقوسهم التلمودية من "سجود ملحمي" عند باب السلسلة، وقاموا بالنفخ في البوق داخل ساحات المسجد الأقصى. وفي ذات السياق، قامت قوات الاحتلال بتدقيق هويات الأهالي عند باب المجلس، أحد أبواب المسجد الأقصى.
وحول التصرفات التي يقوم بها المستوطنون بحجة إحياء أعيادهم، قال الباحث في شؤون القدس وتاريخها جمال عمرو لـ القسطل إن "التسلسل في القيام بهذه التصرفات بدأ ببطئٍ شديدٍ جداً، لكنه يزداد يوماً بعد يوم ولا يعود للوراء، ويصبح أكثر سوءاً مرة تلو المرة حتى تألفه العيون ويصبح أمراً اعتيادياً، وليس خط أحمر أو أمر صادم".
وأضاف أن "المستوطنون يتدرجون في الانتهاكات ابتداءً من الصلوات، وموعظة "يهودا غليك" بصوتٍ مرتفع، والاحتفالات بالزواج في باحات الأقصى وصولاً إلى السجود الملحمي والنفخ في البوق بالأعياد، وهذه طقوس يهودية مصطنعة الهدف منها ترويض عقل الشعب الفلسطيني على قبول هذه الجرائم حتى تصبح أمراً مألوفاً... وهذا شيء صادم".
وأكد عمرو على أن سماح حكومة الاحتلال للمستوطنين القيام بهذه التصرفات هو من أجل توزيع الأدوار بينهم، ودلالة على موافقتها على الإجرام وبعلمها وبصمتها؛ وذلك بهدف التدرج بالانتهاكات في كل مكان بالأقصى وبالقدس. وعن طرق مواجهة هذه التصرفات والوقوف بوجهها، تابع عمرو " لدينا أمثلة سابقة عندما وصل الأمر لخطورة لا يمكن احتمالها كما حصل في باب العامود، ففي لحظةٍ معينة سيصل الأمر إلى حد الانفجار في الشارع المقدسي والفلسطيني، وعندها يجب أن يتحمل الصهاينة المسؤولية".
وأشار عمرو إلى أن "المقدسيون الآن يتابعون بصدمةٍ وحسرة الصلوات والتصرفات والطقوس التلمودية في الأقصى وعلى أبوابه، وفي اللحظة الحاسمة سيثاروا وستهب انتفاضة مقدسية جديدة في وجه الاحتلال؛ لردع عنجهية المستوطنين كما حدث في باب العامود، والشيخ جراح، وكما يحصل حالياً في سلوان".
وشدد عمرو على وجود غضب عارم في الشارع المقدسي من ما يحدث من انتهاكات في الأقصى، وأضاف "لكن أحياناً يحتاج عامة الشعب إلى وجود قيادة فصائلية كانت أو دينية من أجل توجيههم، ودعمهم للهبوب إلى الميادين، فمثلاً لو ناشدتهم الأوقاف الإسلامية وتحركت أمامهم سوف يتحركون.. لكن إذا اعتبرت أن الأمر سيمر والأعياد ستنتهي فذلك هو وهم لأن الأمر لن يمر".
وأكمل حديثه "الاحتلال يعتبر ما أنجزه قواعد ثابتة، وأمر واقع لن يعود عنه، لذلك يجب على الفصائل الفلسطينية أن توجه الشعب نحو القدس والأقصى، فاالآن هناك انشغالات كبيرة في الشارع الفلسطيني بقضايا أخرى كالدعاء لنفق الحرية والأسرى الستة". واختتم قوله مؤكداً على أن "الأقصى يبقى هو الأقصى، والبوصلة إلى الأقصى لا تحيد، وواجب على المقدسيين أن يبقوا في جهوزية وعلى استعداد إلى أن تتغير الظروف، ثم ينطلقوا مجدداً مثل ما حدث في باب العامود وباب الأسباط".