25 عاماً على هبة النفق.. ذكرى دماء سالت دفاعاً عن الأقصى

25 عاماً على هبة النفق.. ذكرى دماء سالت دفاعاً عن الأقصى
القدس المحتلة- القسطل: قبل 25 عاماً عام 1996 تحديداً في الـ 27 من أيلول أثناء اندلاع هبة النفق، ارتقى في مدينة القدس 3 شهداء، وشهيدة، إثر المواجهات التي اندلعت رفضاً لافتتاح نفق غرب المسجد الأقصى. والشهداء هم: الشهيد جواد عبد الحليم البزلميط، والشهيد إبراهيم علي أبو غنام، والشهيد أيمن يحيى ادكيدك، والشهيدة الرضيعة حنين قاسم حرب. الشهيد جواد البزلميط (20 عاماً) ابن حي الثوري في بلدة سلوان، توجه في ذلك اليوم مع والده لأداء صلاة الجمعة، وبعد انتهاء الصلاة اندلعت مواجهات بين الاحتلال والمصلين، أصيب على إثرها برصاصتين في القلب، والرأس. في حينها، عرفت عائلته بإصابته عبر الهاتف، وما إن توجهوا إلى مستشفى المقاصد في جبل الزيتون حتى وجدوه مرتقياً إلى جنات الخلد. لحظاتٌ صعبة مرت بها عائلته، تعرفوا فيها على جثمانه، ومباشرةً سارعوا بدفنه قبل أن تأتي قوات الاحتلال وتخطفه، ففي البداية توجهت العائلة لدفنه في بلدة السواحرة، وبعد أن وصلهم خبراً بأن قوات الاحتلال تطوق المقبرة، بلغهم أحد الحضور بأن قبراً جاهزاً قد حُفر مؤخراً بجوار المسجد القديم في حي الثوري، وتم دفن جواد فيه خلال لحظات. ارتقى جواد شهيداً قبل أسبوعين فقط من حفل زفافه، بعد أن حضرت له والدته الهدايا وكافة مستلزمات الزفاف، وتحول عدد أبنائها لـ 6. في مشاهدٍ مشابهة، تلقى ذوي الشهيد إبراهيم أبو غنام الذي لم يتجاوز الـ 19 عاماً من بلدة الطور ذات الخبر عن ابنهم، ففي ذات اليوم لم يتجه والده لأداء صلاة الجمعة، ووردته اتصالات بوجود جرحى بعد مواجهاتٍ حادة اندلعت بين الاحتلال والمصلين، وبعد وقتٍ قصير تلقوا خبراً أن ابنهم من بين المصابين بعد أن أصابته رصاصة غدرٍ بالقلب. وفي طريقهم إلى مستشفى المقاصد، أخبرهم الشبان أن ابنهم ارتقى شهيداً، وهُرب جثمانه إلى مقبرة بلدة الطور خوفاً من أن يختطفها الاحتلال. وما إن وصلوا إلى المقبرة، حتى وجدوا الشبان يستعدون لإغلاق القبر، فودعوه في ظرف ثوانٍ وسط مشهدٍ قاسٍ لا تنساه ذاكرتهم حتى بعد مرور ربع قرن. وكان شقيقه الأكبر موسى يعمل بمستشفى المقاصد في قسم المحاسبة، وفي هذه الحالات يتجندون جميعاً للمساعدة في حالات الطوارئ، وبعد محاولة الموظفين إبعاده عن أسرة الجرحى حتى لا يلمح شقيقه، همس أحدهم له أنه مصاب وموجود بالمستشفى. وعندما هرول لسريره وجده جثة هامدة، واضطر لنقله سريعاً إلى المقبرة مع الشبان. وبعد ساعات من دفن أبو غنام بقبرٍ عشوائي عادت عائلته فجر اليوم التالي، وحفروا قبراً خاصاً به ودفنوه فيه. أما الشهيد أيمن يحيى ادكيدك (28 عاماً) من رأس العامود بالقدس، فقد استشهد قبل زفافه بأسبوع، أثناء المواجهات ذاتها بعد أن أصيب برصاصةٍ في رأسه نثرت دماغه على الأرض، وهشمت جمجمته. ولم تتلق عائلته التهاني بزواجه، إنما تلقتها باستشهاده . والشهيدة الرضيعة حنين قاسم حرب، لم يتجاوز عمرها الـ 5 أشهر، وهي من بلدة شعفاط. كانت ستكون اليوم شابة بعمر الخامسة والعشرين تحقق طموحاتها، ولكن الاحتلال اغتال فرحة عائلتها بقدومها وارتقت قبل أن تكون هناك قصص لتروى أو سطور لتكتب عنها.  
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: