"قلب الأم يشعر".. والدة الشهيد أحمد زهران تنعى ابنها الشهيد وتفتخر به
القدس المحتلة- القسطل: بصبرٍ وثبات تستقبل والدة الشهيد أحمد زهران القادمين لمواساتها في بلدة بدو شمال غرب القدس، وتنعاه مرددة عبارات "هذا يوم عزّ ونصر وهناء الحمدلله.. أرواحنا فداءً لفلسطين ونحن نرغب بالآخرة وليس بالدنيا".
وعند سؤالها عن طريقة معرفتها عن خبر استشهاد ابنها أحمد، أجابت "قلب الأم يشعر"، ثم شرحت "صباح اليوم، رأيت طلبة المدارس وهم في الطريق وسمعتهم يقولون أن هناك اشتباك مسلح بالساحة بين الشبان وقوات الاحتلال، وأنها منعتهم من المرور ومنعت المركبات من السّير".
وتابعت بعيونٍ يملؤها الصبر والحزن في آنٍ واحد "سمعت صوت صراخ في المنزل.. وعندما تساءلت عن السبب أخبروني أن هناك اشتباك مسلح في منطقة العين ببلدة بيت عنان، وهناك إصابات.. لم يكن أحد يعلم ان أحمد استشهد لكن قلب الأم يشعر، وأنا شعرت أن أحمد معهم".
لم يكن أحمد الشهيد الأول في عائلته، ففي ذات الشهر عام 1998 ارتقى شقيقه الشهيد زهران إلى جنات الخلد، وكلاهما سارا على نهج الشهيدين جدهم موسى الذي ارتقى عام 1948، وعمهم محمد الذي ارتقى عام 1967.
وعلى مدار السنوات، تعرض كل أفراد عائلته لاعتقالات متعددة في سجون الاحتلال، ولا يجتمع شملهم إلا في السجون، وانتقلت حياة المعاناة مع الاعتقالات إلى أبناء أشقائه.
وطوال الأسابيع الثلاثة الماضية، طاردت قوات الاحتلال الشهيد أحمد زهران، وتعرضت عائلته للتنكيل، والتفتيش والتدمير، والتحقيق المتواصل، واعتقل 9 من أفرادها، لا يزال عدداً منهم في مراكز التحقيق.
ويوم الجمعة الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال زوجته أسماء عاصي، وأفرجت عنها بعد ساعات من الاستجواب.
وأشارت زهران إلى أن قوات الاحتلال هددتهم وأبلغتهم أنهم في حال لم يسلموا ابنهم أحمد، فسوف يحضرونه في كيس، ويفعلون به ما فعلوه بشقيقه الشهيد زهران، مبينةً أن أساليبهم هذه من أجل الضغط عليهم والوصول إلى مكانه، الذي لم يعلمه أحد.
واختتمت زهران حديثها، قائلة "اللهم ارحمه وارضى عليه واجعله في جنات الفردوس الأعلى، أفتخر أنه شهيد وأرفع رأسي به عالياً... ربنا اصطفاه لأنه صالح فالشهادة لا يحصل عليها إلا المؤمن العزيز عند الله، ونحن صامدون هنا في هذه الأرض ولن نركع ولن نكل".
. . .