الشهيد زكريا بدوان.. ذهب لينقل الطعام للشهيد زهران فاستشهد معه
القدس المحتلة- القسطل: "العائلة ترفع رأسها به بعد شهادته" بهذه الكلمات بدأ شقيق الشهيد زكريا بدوان حديثه عنه، بعد أن اغتالته قوات الاحتلال فجر اليوم الأحد مع مقدسيين آخرين بالقرب من بلدة بيت عنان، شمال غرب القدس.
وتابع شقيقه جمال بدوان لـ القسطل أن "زكريا أسير سابق، أمضى بالسجن 3 سنوات ونصف، وكان قد اعتقل بعد نشاطات ضد الاحتلال خلال عدوانه على غزة عام 2014".
وعند سؤاله عن سبب تواجد بدوان في تلك المنطقة، أوضح أنه كان ذاهباً برفقة الشهيد محمود حميدان من أجل نقل الطعام والاحتياجات لرفيقهم الشهيد أحمد زهران، والذي تطارده قوات الاحتلال منذ فترة.
وأضاف أن "جيش الاحتلال أعدم شقيقي زكريا رغم أنه كان قادراً على اعتقاله من المنطقة التي حاصرهم بها، هو وزهران وحميدان".
زكريا أب لطفل "عبد الرحمن" وطفلة "أفنان"، لن يلتقطا بعد الآن مع والدهم صوراً أخرى، ولن يشعرا بالدفء فقد رحل الأب، رحل دفء المنزل وضحكته بعد أن اختطفته رصاصات الاحتلال، وبعد اليوم لن يقولا كلمة "بابا"، وستراقبهم والدتهم وقلبها يعتصر ألماً.
وفي لقاءٍ مع والدته، قالت لـ القسطل بعيونٍ تملؤها الدموع "استيقظنا على صوت الرصاص في البلدة، وعندما بحثت عن زكريا لم أجده، ثم أخبرتني زوجته أنه لم يأتِ إلى المنزل طوال الليل، لذلك اتصلنا بالعمل وبلغوننا أنه لم يأتِ".
وأضافت "مجرد سماعي لهذه العبارات أثار الشك والخوف في قلبي، بدايةً وصلتنا أنباء أنه مصاب، ثم جاء خبر استشهاده".
في كل صباح، قبل أن يتجه زكريا لعمله، يمر بوالدته ويطلب منها أن تدعي له، ويعدها بقلبٍ يملؤه الفرح والأمل أنه سيحضر له كل ما تحتاج عندما يحصل على الأموال.
واختتمت والدته المصابة بالضغط والسكري حديثها، مرددة "الحمدلله.. زكريا شهيد والشهيد ثوابه عند رب العالمين".
. . .