الذكرى السنوية السادسة لاندلاع هبة القدس 2015
القدس المحتلة- القسطل: يصادف اليوم الذكرى السنوية السادسة لاندلاع "هبة القدس"، والتي جاءت للرد على انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في المسجد الأقصى، وجرائمه في الضفة الغربية، وقد عرفت أيضاً بـ "هبة السكـاكين".
خلال هذه الفترة، شهدت فلسطين موجة احتجاجات بالضفة الغربية وقطاع غزة، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بنقاط التماس وقرب حواجز الاحتلال، كما تميزت هذه الانتفاضة بسمة خاصة عن سابقاتها، باحتوائها على عمليات طعن متكررة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.
ارتقى خلال الانتفاضة حتى تاريخ تشرين الأول عام 2016، 248 شهيداً فلسطينياً، وأصيب آلاف الجرحى برصاص الاحتلال المطاطي والحيّ، فيما ازدحمت سجون الاحتلال بالمعتقلين.
ما قبل الانتفاضة
في 31 يوليو عام 2015، قام مستوطنون بحرق منزل عائلة الدوابشة، ما أدى لاستشهاد عائلة دوابشة المكونة من الأب سعد دوابشة، والأم المعلمة رهام دوابشة، وعلي الرضيع، وإصابة أحمد الذي نجا من الموت، بعد أن خلفت النيران حروق وتشوهات في ٨٠٪ من جسمه.
وقام الاحتلال بعدة خطوات تصعيدية تجاه المسجد الأقصى في شهر أيلول/ سبتمبر 2015؛ ففي 9 سبتمبر، أصدر وزير جيش الاحتلال آنذاك قراراً بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى، وفي 14 سبتمبر اقتحم وزير الزراعة "الإسرائيلي" آنذاك المسجد الأقصى بصحبة أربعين إسرائيلياً، كما اقتحمت وحدات خاصة وعناصر من المستعربين باحات المسجد، وفي 17 سبتمبر، قام عشرات من شبيبة حزب الليكود (الحزب الحاكم) باقتحام المسجد الأقصى.
سبقها عدداً من الأحداث في عام 2014، من بينها إضراب الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات لمدة شهرين، ومواجهة المقاومة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة التي ارتقى خلالها ما يزيد عن 1200 شهيد، وخطف الجندي شاؤول آرون، وذلك عقب حرق مستوطنون الفتى محمد أبو خضير حياً في يونيو من عام 2014.
شرارة عمليات الإنتفاضة
كانت عملية "إيتمار" هي الرصاصة الأولى من فوهة "هبة القدس"، التي تسارعت فيما بعد، وتشعبت بعدة اتجاهات، ففي بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2015 حدثت عملية إطلاق نار استهدفت سيارة مستوطنين قرب مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي نابلس، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين (رجل وزوجته)، واعتقل الاحتلال المنفذين لاحقاً.
وبعد ذلك بيومين، نفذ الشهيد مهند حلبي، من بلدة سردا في رام الله، عملية طعن مستوطن في القدس القديمة، واستولى على سلاحه وأطلق النار على مستوطنين في المنطقة، ما أدى لإصابة أربعة آخرين، واستقرت الحصيلة على قتيلين إسرائيليين وثلاثة مصابين بجروحٍ متفاوتة.
وما هي إلا أيام حتى قامت عناصر من وحدات المستعربين باختطاف ثلاثة فلسطينيين أثناء المواجهات الدائرة على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بعد إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.
وأتت عملية الشهيد بهاء عليان، وزميله الأسير بلال غانم، لتهز مدينة القدس في عملية ثنائية أسفرت عن قتلى في صفوفه، وبعدها جاءت عمليات نوعية تباعاً من إطلاق نار وسط مدينة "تل أبيب" المحتلة على نسق ما قام به الشهيد نشأت ملحم، وعادت العبوات الناسفة لحافلات المستوطنين مجدداً، كما فعل الشهيد عبد الحميد أبو سرور.
ما زالت الهبات مستمرة حتى يومنا هذا، رداً على انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في القدس والمسجد الأقصى، ومحاولة سرقة الأراضي والمنازل وتشريد أصحابها، وتنفيذ مخططاتهم الاستيطانية، وإثبات مزاعمهم.
كيف رد الاحتلال على ذلك؟
حاول الاحتلال اقتلاع الثورة من جذورها في بدايتها حيث استدعى 13 كتيبة من قوات الاحتياط للوقوف في وجه الإنتفاضة.
وصادق "كنيست" الاحتلال على مشروع قانون يفرض غرامات مالية على أولياء أمور الذين يلقون حجارة أو زجاجات حارقة، كما أقر في قراءة أولى نص القانون المقدم من حكومة بنيامين نتنياهو لفرض عقوبة بالسجن لمدة 3 سنوات لملقي الحجارة والزجاجات الحارقة.
وذكرت في حينها إذاعة الجيش الاحتلال أن جهاز الأمن العام "الشاباك" وشعبة المخابرات العسكرية ستتعاونان لرصد صفحات التواصل الاجتماعي وما ينشره الفلسطينيون فيها لرصد المحرضين والحصول على دلائل تمكن من تقديم لوائح اتهام ضدهم.
وقررت الحكومة "الإسرائيلية" الموافقة على اقتراح قدمه وزير الأمن الداخلي باحتجاز جثامين الشهداء منفذي العمليات بحجة منع التحريض، إذ قالت المتحدثة باسم الشرطة "الإسرائيلية" إن "عائلة الإرهابي تجعل من جنازته تظاهرة لدعم الإرهاب والتحريض على القتل".
وهدم جيش الاحتلال منازل الشهداء منفذي العمليات، واستولى على الأراضي المقامة عليها هذه المنازل، وأعلن رئيس وزراء الاحتلال في حينه أنه وجه أوامره بتكثيف العمليات العسكرية في الخليل بحجة أنها مصدر أغلب العمليات.
. . .