في الذكرى الـ 31 لمذبحة الأقصى.. شهود عيان يروون تفاصيل ما جرى

في الذكرى الـ 31 لمذبحة الأقصى.. شهود عيان يروون تفاصيل ما جرى
القدس المحتلة- القسطل: في مثل هذا اليوم قبل 31 عاماً، تحديداً قبل صلاة الظهر، حاول أعضاء ما تسمى "جماعة الهيكل" اقتحام المسجد الأقصى ووضع حجر الأساس هيكلهم المزعوم، فتصدى لهم آلاف المرابطين والمصلين، مما أدى إلى اشتباكهم مع رصاص الاحتلال وارتقاء 21 شهيداً، وإصابة أكثر من  200 جريحاً، واعتقال 270 آخرين؛ ليؤرخ ذلك اليوم باسم "مذبحة المسجد الأقصى الأولى". وقبل أسبوع من ذلك الفعل، وزعت سلطات الاحتلال بياناً دعت فيه اليهود للمشاركة في مسيرةٍ إلى المسجد الأقصى بمناسبة “عيد العرش”، وتواردت معلومات عن نيتهم المبيتة من أجل اقتحام الأقصى، فاحتشد الفلسطينيون في الباحات منذ صلاة فجر يوم الاثنين. شرارة المذبحة يستذكر نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات ما حدث في حينها، موضحاً لـ القسطل "كان المستوطنون كلما وجدوا حجراً ضخماً في القصور الأموية ودار الإمارة يدعون أنه من حجارة الهيكل ويسرقونه، فقبل يوم من ذلك التوقيت، قام المستوطنون بإنزال حجراً ضخماً من القصور الأموية إلى عين سلوان، ثم قاموا بغسله وحملوه بمركبة". وأضاف "في صبيحة يوم الاثنين في الثامن من أكتوبر عام 1990 جاء أحد المتطرفين "غيرتشون تسليمون" على باب المغاربة وحاول إدخال ما يسمى "حجر الهيكل" للمسجد الأقصى، أذكر تماماً في حينها أن المسجد الأقصى كان مليئاً بحوالي 4 آلاف مصلٍ". كانت تلك شرارة البداية، فاحتج المصلون على فعل الجماعات الاستيطانية وبدأوا برمي الحجارة باتجاه باب المغاربة، ثم اقتحمت قوات كبيرة من حرس الحدود والشرطة ساحات المسجد الأقصى وبدأت بإطلاق النار بشكلٍ عشوائي. دماء في معظم نواحي الباحات ولا ينسى بكيرات ما سجلته عيناه آنذاك وحُفر في ذاكرته من اشتباك المرابطين والمصلين مع قوات الاحتلال، وارتقاء 21 شهيداً وانتشار دماءهم في معظم نواحي باحات المسجد الأقصى. وتابع "شاهدنا القناصة يطلقون النار على المتواجدين على سطح قبة الصخرة، وارتقى شهيداً في المنطقة، وانتشرت دماء الشهداء في كل مكان، ودخلت قوات كبيرة من الاحتلال وبدأت تلاحق كافة المصلين حتى تخرجهم من الأبواب، ثم أغلقت كافة الأبواب، واحتجزت جثامين الشهداء ومنعت إسعافهم، وهذا يُثبت نيتهم المُبيتة من أجل قتل أكبر عدد من المصلين". وأردف بكيرات بصوتٍ حزين "بعد انتهاء المذبحة، بدأ الشبان بنقل الشهداء والجرحى، ثم صلينا الظهر في الساحات ولم نستطع أن نقف من هول المصيبة". أعداد كبيرة من كافة النواحي يستذكر الأسير المحرر رجائي الحداد تفاصيل هذه المذبحة منذ بداية شرارتها، وقال لـ القسطل "في ذلك اليوم وُجهت دعوات للجميع من أجل التواجد في المسجد الأقصى، وأغلقت المدارس والمحال التجارية، وتوافدت أعداداً كبيرة من الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم تجمع الشبان والرجال بالساحات، وتجمعت النساء والمرابطات على سطح قبة الصخرة". وأضاف "أثناء المذبحة، تم اعتقال جميع من تواجدوا في ساحات الأقصى، وتم احتجازهم في مركز الشرطة الذي يقع أعلى  قبة الصخرة، وكان على رأسهم فيصل الحسيني، والشيخ ناجح بكيرات، والشيخ راشد أبو عيشة، والشيخ أبو فتحي منصور". لا تزال مواصفات الضابط الذي أمر بإطلاق النار على المتواجدين حاضرة في ذاكرة الحداد، ووصفه مردداً "كان ضابطاً يُدعى بـ "اليمني"، وهو من أصول يمنية، في حينها أمر بإطلاق النار على جميع المصلين دون تمييز، وعندما اشتدت المواجهات أطلق بنفسه النار من داخل مروحية كانت تُحلق بالسماء". شهد الحداد على ارتواء باحات الأقصى بالدماء، وأمام عينيه ارتقى الشهيد برهان الدين كاشور، والشهيد عز الدين الياسيني. ووصف الحداد لحظات استشهاد عز الدين جهاد الياسيني قائلاً "أصيب عز الدين على سطح الصخرة، ثم مشى وهو ينزف، وسالت منه دماءً كثيرة، حتى وصل الأرض وارتقى شهيداً". المذبحة في ذاكرة مرابطة 31 عاماً ولا زالت مشاهد تلك المذبحة عالقة في ذاكرة المقدسيين كأنها الأمس، وروت المرابطة المقدسية فاطمة خضر لـ القسطل ما تحمله ذاكرتها من تفاصيل عن هذه المذبحة، قائلة "كان من الصعب جداً على المرابطين والمتواجدين في المسجد الأقصى مشاهدة وضع حجر الأساس "للهيكل المزعوم"، ففي ذلك الوقت لم نكن نسمح للمستوطنين الدخول للأقصى لأداء طقوسهم التلمودية، وكانوا يدخلون بأعدادٍ محدودة من باب المغاربة، وتتم ملاحقتهم حتى يخرجون من باب السلسلة". وأضافت "في هذه المذبحة، ارتقى 21 شهيداً في ساحات المسجد الأقصى، وقامت قوات الاحتلال باحتجاز جثامينهم في الساحات، ومنعت الإسعاف من إخراجهم وأطلقت عليها النار حتى نزفت منهم الدماء وارتقت أرواحهم إلى السماء، كما أتذكر أنهم اعتقلوا المصابين والجرحى من الساحات، ومن المستشفيات بعد اقتحامها، وأغلقوا الطرق وأعاقوا عمليات التبرع بالدم". ومن بين هؤلاء الشهداء، لا زالت صورة الشهيد مجدي نظمي أبو صبيح حاضرة أمام عيني خضر، ووصفت ذلك بصوتٍ حزين "كان طفلاً صغيراً بالعمر لم يتجاوز الـ 17 عاماً، منعوا أحد من إسعافه ومنعوا أحد من الدخول للأقصى حتى ارتقى شهيداً". ما الذي حلَّ بباب المغاربة بعد المذبحة؟ بعد هذه المذبحة أغلقت قوات الاحتلال باب المغاربة وحاصرت مفاتيحه؛ بزعم أن دخول المسلمين منه يشكل خطراً على حياتهم. المرابطة خضر كانت تسكن في حارة الشرف، وتدخل وتخرج هي وأطفالها يومياً من هذا الباب، لكن بعد إغلاقه مُنع أهالي بلدة سلوان، وحارة الشرف من استعماله. وأوضحت خضر "عندما كان المستوطنون يقبلون على الدخول من باب المغاربة كنا نقف بجانبه ونقوم بملاحقتهم حتى يخرجون من باب السلسلة، على عكس ما يحدث اليوم يدخلون بأعدادٍ كبيرة من عدة أبواب ويستبيحون حرمة الأقصى بطقوسهم، ويحتجزون مفاتيح باب المغاربة". وتابعت بصوتٍ حزين "63 عاماً وأنا أشاهد مجازر وانتفاضات وهبّات لا زال ألمها مستمراً حتى اليوم، فبعد هذه المذبحة توالت الانتفاضات عام 1996، وعام 2000، وعام 2015 حتى اليوم، وكل هبة كانت تنطلق شرارتها بالقدس ثم تندلع الموجهات في كافة أرجاء فلسطين من الشمال إلى الجنوب". ونستذكر هنا أسماء الشهداء الذين ارتقوا في تلك المذبحة عام 1990، وهم: برهان الدين عبد الرحمن كاشور 19 عاماً، أيمن محيي الدين علي الشامي 18 عاماً، إبراهيم محمد علي فرحات ادكيدك 16 عاماً، إبراهيم عبد القادر إبراهيم غراب 31 عاماً، عز الدين جهاد الياسيني 15 عاماً، مجدي عبد أبو سنينة 17 عاماً، مريم حسين زهران مخطوب 52 عاماً، فوزي سعيد إسماعيل الشيخ 63 عاماً، نمر إبراهيم الدويك 24 عاماً، ربحي حسين العموري الرجبي 61 عاماً، محمد عارف ياسين أبو سنينة 30 عاماً، فايز حسين حسني أبو سنينة 18 عاماً، مجدي نظمي مصباح أبو صبيح 17 عاماً، عبد الكريم محمد وراد زعاترة 40 عاماً، جادو محمد راجح زاهدة 24 عاماً، موسى عبد الهادي مرشد السويطي 27 عاماً، سليم أحمد بدري الخالدي 24 عاماً، عدنان خلف شتيوي جنادي 28 عاماً، نجلاء سعد الدين صيام 70 عاماً، يوسف أبو سنينة (خطيب المسجد الأقصى)، وعبد محمد مقداد.  
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *