بعد التسريب الأخير في سلوان.. لماذا لا زالت الظاهرة مستمرة؟
القدس المحتلة- القسطل: استولى صباح الأمس الأربعاء مستوطنون على شقة سكنية، في حي واد الربابة، ببلدة سلوان، جنوب الأقصى.
وقال صاحب العقار الذي تم تسريبه بلال الفروخ في مقابلةٍ مع القسطل "أعيش في هذا الإسكان منذ الثمانينات، وفي صباح الأمس استيقظنا على أصوات شرطة وقوات الاحتلال عندما قاموا بكسر باب منزل شقيقي نضال، واستولوا عليه؛ بسبب إدعاءاتهم بتراكم الديون عليه وإعلان إفلاسه، وادعوا أنه كان يسدد هذه الديون لفترة ثم توقف".
وأوضح الفروخ أن هذا الإسكان مُسجلاً باسمه وليس باسم شقيقه نضال وهناك أوراق وأدلة تُثبت ذلك.
وتابع "اعتدوا علينا بالضرب، واعتقلوا أحد أبناء أشقائي، وحاصروا منزل شقيقي نضال الذي يعيش فيه أطفال وشاب... لغاية هذه اللحظة لا نعلم كافة التفاصيل، وسلمونا أوراقاً تفيد بأن المحامي استولى على منزل نضال بسبب تراكم الديون، لكن نحنُ سنسعى لنعيد الملك لأصحابه فهذا المنزل باسمي وليس باسم شقيقي".
وحول الأسباب التي تقف خلف استمرار ظاهرة التسريب في بلدة سلوان قال الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري لـ القسطل إن "التسريب يتم من قبل سماسرة وعملاء ومتعاونين مع الجمعيات الاستيطانية، وهذه الجمعيات الاستيطانية تتعاون مع كافة أجهزة الاحتلال، والبلدية، والشرطة، والشاباك من أجل تسريب منازل الفلسطينيين خاصة في منطقة سلوان".
وأكد الجعبري أن الأسباب الأخرى تعود لأن أغلب الممتلكات والعقارات في المنطقة لا تحتوي على تسويات وطابو؛ لذلك من السهل تزويرها ونقل ملكيتها عبر المحامين المتعاونين مع الجمعيات الاستيطانية.
وأشار إلى وجود ضعف داخل المجتمع الفلسطيني، وعدم وجود مسؤولية وردع من أجل السيطرة على هذه الظاهرة؛ بسبب عدة عوامل سياسية واجتماعية مختلفة في المجتمع.
وأردف "مهما كانت الأسباب فإن هذه التسريبات تؤدي إلى إضعاف قضيتنا السياسية، وإضعاف التماسك الفلسطيني، وإضعاف مواجهاتنا لإجراءات الاحتلال الاستيطانية في منطقة سلوان؛ لأنها من أكثر المناطق التي تتعرض للتهويد والتهجير في القدس".
فيما أوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي لـ القسطل أن "ظاهرة التسريب لا زالت مستمرة في بلدة سلوان نتيجة هجمة شرسة قام بها الاحتلال على مدار سنوات طويلة، وقدرته على إيجاد نقاط ضعف كبيرة في المجتمع السلواني من إفساد وإفقار وتجهيل".
وأضاف "إضافةً لوجود تعقيد كبير في سلسلة الملكيات؛ فجزء كبير من هذه العقارات مالكيها لا يملكون أوراقاً ثبوتية بامتلاكها، وجزء آخر من عقاراتها تم توارثه عبر الأجيال، مما يؤدي لضعف في مواجهة تسرب العقارات".
ووفقاً لمركز معلومات وادي حلوة، فإن 70 دونماً من أراضي حي وادي الربابة مهددة بالاستيلاء لصالح الجمعيات الاستيطانية.
يذكر أن مستوطنين كانوا قد استولوا في تموز/ يوليو المنصرم على عقارٍ سكني مؤلف من طابقين، في حي وادي حلوة، ببلدة سلوان.
. . .