“أكتوبر الوردي” .. شهرُ التوعية بسرطان الثدي وضرورة الكشف المبكّر عنه
القدس المحتلة - القسطل: ربّما تدفعين عن نفسك الضرر والخطر بمجرّد إجراء فحصٍ للكشف المبكّر عن سرطان الثدي، فلا داعي للخوف كما يقول الأطباء، وإنما عليكِ أن تكوني أكثر حذرًا كي تقي نفسكِ من هذا المرض الذي بات شائعًا وأن تتوجهي لطبيبك على الفور لإجراء الفحص، مهما كان عمركِ.
أخصائي أورام الثدي في مشفى المطلع بالقدس المحتلة، د.خالد شرف، حدّث “القسطل” عن سرطان الثدي والذي بات شائعًا ولا بدّ أن تعي النساء تمامًا مدى خطورته، وكلما تم الكشف عنه في مراحله الأولى كان العلاج على المريضة أسهل والوجع النفسي والجسدي أقل بكثير.
يقول د.شرف لـ”القسطل” إن الوسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي هو جهاز الماموغرام، حيث وجد الأطباء أن هذا الفحص سينقذ العديد من الأرواح. إنه جهاز أشعة سينية بمواصفات معينة يصوّر الثدي لدى السيدة، ويكتشف الأورام قبل أن تصبح محسوسة.
“بدلًا من أن تصل السيّدة إلينا في مراحل الورم المتقدمة بعد أن تشعر بوجود كتلة في الثدي، فإنها تقوم بهذا الفحص في وقت مبكّر، وبالتالي سيتم العلاج بشكل أسهل وأحيانًا كثيرة دون علاج كيماوي، وهذا مهم جدًا، فنسبة الشفاء في هذه الحالة قد تصل إلى مائة بالمائة”، يبين د.شرف.
ويضيف أن النساء في مجتمعنا يتخوّفن من إجراء هذا الفحص، لذلك نقوم بحملات التوعية والإرشاد بمخاطر هذا المرض والتقليل من خطورة الإصابة به عن طريق اتّباع عدة خطوات.
يقول د.شرف إن السبب وراء الإصابة بسرطان الثدي غير واضح، ولكن هناك أمور تقلل من خطورة الإصابة به، وهي كالآتي؛ الأكل الصحي، المحافظة على وزن صحي، ممارسة الأنشطة الرياضية، الابتعاد عن التدخين، الابتعاد عن المشروبات الكحولية، الرضاعة الطبيعية، والابتعاد عن العلاج بالهرمونات.
مشفى المطلع الواقع في بلدة الطور شرقي القدس، لديه عيادة متنقلة بها جهاز الماموغرام الحديث والمتطور، تصل قرى القدس، يتم من خلال طاقم متخصص إقناع السيدات بإجراء الفحص، بدلًا من توجههنّ إلى المراكز والمشافي، وتوعيتهنّ بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
بحسب د.شرف، وزارة الصحة الفلسطينية لا تمتلك أجهزة حديثة ومتطوّرة، وأشخاص مؤهلين يعملون عليها من أصحاب الخبرة العالية التي تساعد على الكشف عن سرطان الثدي بشكل أدق.
وأكد الدكتور أن “هناك نسبة كبيرة من النساء المُصابات بسرطان الثدي في مجتمعنا من الفئات العمرية الصغيرة.. في الثلاثينيات والعشرينيات من العمر”.
لذلك وجّه الدكتور رسالة لهنّ عبر “القسطل: ““كي تحمي نفسكِ .. توجّهي لطبيبك ولا تخافي.. وقومي بإجراء الفحص للكشف المبكّر عن سرطان الثدي حيث سيكون العلاج أسهل وأسرع”.
د.خالد شرف متخصص بجراحة أورام الثدي، التجميلية والترميمية يوضح أن هناك تطورًا في علاج سرطان الثدي، حيث كان الأطباء يجرون في السنوات السابقة عمليات استئصال للثدي بشكل كامل، أمّا اليوم فيتم استئصال جزء منه بحسب حجم الورم.
ويقول: “اليوم.. لم نعد نستأصل الثدي كله إذا لم يكن هناك أي داعٍ لذلك، هناك حالات عديدة يتم فيها استئصال جزء منه، ثم نقوم بعملية تجميلية أو ترميمية، وهذا من الناحية النفسية يُساعد المُصابة بشكل كبير”.
لا تغطّي وزارة الصحة الفلسطينية تكاليف هذه العمليات التجميلية والترميمية للسيدات المصابات، بل يُجرينها على نفقتهنّ الخاصة، ولا تغطّي الوزارة سوى عملية الاستئصال فقط سواء الكلي أو الجزئي، بحسب د.شرف.
وأكّد أن صحّة المريضة النفسية مهمة جدًا بعد أن يتم استئصال الورم، فهناك نساء غير مقتدرات من الناحية المادية على دفع تكاليف العملية التجميلية، مناشدًا وزارة الصحة الفلسطينية بضرورة تغطية تكاليف علاج السيّدات المصابات بسرطان الثدي بشكل كامل.
ويبين أن مشفى المطّلع يغطّي جزءًا من العمليات التجميلية للمصابات بسرطان الثدي وهذه لفتة جميلة من المشفى، ويؤكد أن عملية استئصال الورم ثم ترميم أو تجميل الثدي يجب أن تُجرى في مركز متخصص في علاج السرطان لأن العلاج فيه سيكون آمنًا.