الاحتلال يخطر المقدسي محمود صالحية بإخلاء منزله في الشيخ جراح
القدس المحتلة- القسطل: ساعاتٌ قليلة تفصل المقدسي محمود صالحية من حي الشيخ جراح في القدس عن مصادرة منزله، بعد أن أخطرته سلطات الاحتلال بإخلائه؛ بزعم بناء منافع عامة في الأرض.
وروى صاحب المنزل محمود صالحية لـ القسطل تفاصيل ما حدث، قائلاً "يسكن في هذا المنزل 3 عائلات، أنا وأطفالي الخمسة، وشقيقتي وأطفالها الأربعة، ووالدتي، جئنا إلى هنا بعد أن تهجرنا عام 1948 من بلدة عين كارم، وفي البداية كُنا نعيش في أرض كرم المفتي البالغة مساحتها 30 دونماً، ثم صادرتها سلطات الاحتلال".
وفي عام 1967 اشترى والد صالحية هذه الأرض البالغة مساحتها 6 دونمات، وخلال العامين الماضيين أصدرت سلطات الاحتلال أمر مصادرة بحق الأرض؛ بحجة المصلحة العامة لأهل القدس من أجل إنشاء مدارس عليها، حسب صالحية.
وأضاف "يريدون مصادرة الأرض بحجة المصلحة العامة، لكن هذه الحجة فقط من أجل السيطرة على الأراضي، وقد عرضوا عليّ التمديد لمدة 8 أشهر من أجل إقناعي بالتوقيع على ورقة أُصبح بموجبها مستأجر للمنزل لكنني رفضت".
في القدس، حتى الطفولة لم تسلم من انتهاكات الاحتلال، أطفالٌ صغارٌ أصبحوا يخشون الخروج من منازلهم خوفاً من العودة وإيجادها مصادرة.
ووصف صالحية حال طفلته الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها الـ 10 سنوات، قائلاً بصوتٍ حزين "ابنتي الصغيرة لم تذهب إلى المدرسة منذ 3 أيام، وعندما أيقظتها صباح الأمس كي تذهب إلى المدرسة، قالت لي: "أخاف أن أذهب إلى المدرسة.. وأعود ولا أجدّكم بالمنزل".
وأشار إلى أنهم يستعدون لحفل زفاف ابنته بعد شهر، ويتمنى أن تخرج عروساً من منزلها المهدد بالمصادرة.
واختتم صالحية حديثه مؤكداً على ثباته وصموده في الأرض رغم كل التضييقات، مردداً "لن أخرج من منزلي سوى إلى القبر، تهجرت مرة من قبل ولن أتهجر مرةً أخرى، ولن أوقع على أي ورقة يعرضها الاحتلال".
يشار إلى أن حي الشيخ جراح هو حي فلسطيني مقدسي يقع على بعد 2 كم شمال أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، ووفقاً لاتفاقية عُقدت بين الحكومة الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عام 1956، انتقلت 28 عائلة فلسطينية من العائلات التي هُجرت إثر النكبة إلى السكن في بيوت الحي التي بُنيت من طرف الحكومة الأردنية.
ويعاني اليوم أكثر من ٥٠٠ مقدسي من خطر التهجير والإخلاء لصالح المستوطنين، ويتعرضون للمضايقات والتفتيش على مداخل الحي، التي أغلقها الاحتلال بالمكعبات الإسمنتية والحواجز ومنع الدخول إليه باستثناء سكان الحي.
. . .