الأسير المقدسي أشرف زغير.. مُصمم أزياء خلف قضبان السجن

الأسير المقدسي أشرف زغير.. مُصمم أزياء خلف قضبان السجن

القدس المحتلة- القسطل:  أسيرٌ فنان، لم تقف قضبان السجن وأحكامه العالية أمام موهبته، يصمم الأزياء من خلف القضبان ويرسم التصاميم و يرسلها إلى خارج السجن بكل مهنيةٍ وحرفية، وقد أكمل تعليمه الجامعي وحصل على شهادة البكالوريوس من الجامعة العبرية المفتوحة، هذه قصة الأسير المقدسي أشرف منير حامد زغير (43 عاماً) من بلدة كفر عقب، والذي أمضى بالسجن 20 عاماً، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد 6 مرات.

"أشرف إنسان مميز منذ طفولته، طموح، درس في معهد الأزياء والنسيج في بيت ساحور، وكان لديه توجه للأزياء وتصميمها من أجل مساعدة والدي في هذه المهنة"، بهذه الكلمات وصفت شقيقته لينا الأسير زغير.

وحول دعمها له لإكمال موهبته رغم أحكامه العالية، تستذكر شقيقته لينا زغير مع القسطل، قائلة "عندما عرضت الفكرة على أشرف لأول مرة كان في سنواته الأولى من الأسر، ومحكوم 6 مؤبدات و60 عاماً، ولم يكن متأقلم بعد على وضع السجن، فظللت أحاول إقناعه مراراً وتكراراً خشيةً من ضياع موهبته، وحتى يبقى على اتصال دائم معنا، ولا يشعر نفسه بعيداً ومعزولاً".

قبل أسره، كان يصمم الأزياء، وكان له دوراً كبيرأ في تطوير عمل عائلته وإضافة لمساتٍ خاصة ومميزة عليها، وعندما اعتقلته قوات الاحتلال عام 2002 افتقدت عائلته بصمته في العمل، وشعرت بحاجتها لتلك التصاميم المميزة.

وتابعت "شعرت برغبة كبيرة في أن يبقى أشرف متصل معنا في هذا المجال، بدايةً استخدمنا تصاميمه القديمة، وبعد ذلك أصبح يصمم ويرسم ويخرجها لي من السجن، حتى جمّعنا ما يقارب الـ 16 تصميم، وعرضناها في عرض أزياء تحت اسم عرض الأزياء الوطني الأول".

لم يكن إخراج هذه التصاميم من قلب الزنزانة سهلاً، لكن بعد أن ضجّت وسائل الإعلام بغرابة الموضوع وإبداع هذا الأسير ولمساته الخاصة بالتصميم، منحهم ذلك دفعةً إيجابية وحافزاً للاستمرار.

وتصف شقيقته "بالبداية كان هناك صعوبة لكن الحمدلله نجح العمل، حتى أن وسائل إعلام الاحتلال كتبت عن أشرف مقالات وذكرت فيها مصطلح "قماش على اليدين" بدلاً من "دم على اليدين" لأن أشرف محكوم بأحكام عالية".

وأكملت "من ضمن التصاميم التي صممها أشرف حروف مقطعة باللون الذهبي والفضي، في حينها اعتقدت مخابرات الاحتلال أنها شيفرة أو كلمات محددة وحققت في الموضوع، لكن هذا لم يكن صحيحاً".

ولا تتوقف موهبة زغير على التصميم، بل هو مبدعٌ بالخط العربي ولديه روح الفن حسب وصف شقيقته، بدأ بتعلمه داخل الأسر واستخدم المواد المتوفرة من أجل صناعة الألوان، كالبُن، والملفوف، وغيرها.

"عندما أُخبره عن مشروعٍ جديد أو تصاميم جديدة أشعر بأن قلبه يرقص، وأن هذا هو حلمه والمهنة التي يرتاح بها، أشعر أنه طوال الوقت بجانبنا.. ولكن بذات الوقت مناسباتنا وأفراحنا ينقصها وجوده، نتأمل أن يخرج ويسكن في منزله ويتزوج وينجب الأطفال".

وبصوتٍ مليئٍ بالأمل والحزن في ذات الوقت، اختتمت زغير حديثها "كنا نخطط منذ الصغر أنا وشقيقي أشرف أن نعمل معاً، ونضع بصمة مميزة في عالم الأزياء.. أتمنى أن يخرج من السجن ونحقق ما تمنيناه طويلاً، فالفراق صعب، 19 عاماً ونحن ننتظر ونتأمل أن يخرج في أقرب وقت".

وكان الأسير المقدسي أشرف منير حامد زغير (43 عاماً) قد اعتقل بتاريخ 14/10/2002م، وتعرض لتحقيق مطول وقاس، بعد أن اتهمته سلطات الاحتلال بنقل استشهاديين والإنتماء (لكتائب القسام)، وقد صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 6 مرات.

تعرض زغير مراراً للقمع و الضرب و العزل، وهو أحد أعضاء الهيئة القيادية العليا لأسرى "حركة حماس" داخل السجون حالياً، وقد تنقل في عدة سجون و يقبع حالياً في سجن نفحة الصحراوي.

 

 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: