إسراء جعابيص.. خمسة أعوام من الألم وعذاب السّجن
القدس المحتلة - خاص بالقسطل: توقّفت الحياة في الـ11 من تشرين أول/ أكتوبر 2015، حينما اتّهمت زورًا وظُلمًا بمحاولتها تنفيذ عملية ضدّ الاحتلال، في الوقت الذي كانت النار تأكل من جسدها، حتى أتت على أكثر من ستين بالمائة منه.
الأسيرة إسراء جعابيص تدخل اليوم عامها الاعتقالي السادس في سجون الاحتلال، مُنهيةً خمسة أعوام مُرّة وصعبة ومؤلمة في سجن “الدامون”، تلك الشابة التي كانت مُفعمة بالحياة وقتلها الاحتلال محتجزًا إياها في زنزانة.
في مثل هذا اليوم كانت إسراء في طريق عودتها من أريحا باتجاه منزلها في بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس، وفجأة حصل عُطل في مركبتها على مقربة من حاجز الزعيم (شرقًا)، ما جعلها تركن جانبًا.
توقّفت إسراء ورآها شرطي إسرائيلي وتساءل حول سبب تواجدها في هذا المكان، لكنّ صعوبة الموقف كانت في تفهّم اللغتين (هو يتحدّث العبرية، وهي تتحدث العربية، ولا أحد يفهم لغة الآخر)، فحاولت أن تُفهّم ذاك الشرطي بأن السيارة تعطّلت وهي ليست المرة الأولى، وما هي إلّا دقائق حتى بدأ الدخان يخرج من المركبة بسبب تماس كهربائي، والبعض قال إن أنبوبة غاز منزلية كانت في السيارة، ما فاقم من حدّة الانفجار ليُحرق جسد إسراء.
بعد الحادثة، اتّهمت شرطة الاحتلال إسراء بمحاولتها تنفيذ عملية من خلال مركبتها، وحكمت عليها بالسجن لمدة 11 عامًا.
كانت الأسيرة جعابيص قبل اعتقالها تعمل مع المسنّين، إلى جانب الفعاليات الترفيهية التي كانت تقوم بها في المدارس والمؤسسات، ولديها طفل وحيد “معتصم” الذي ما زال يشتاق رؤية والدته في المنزل وبين أحضان العائلة.
إسراء بحسب عائلتها، كانت شخصية محبوبة وطموحة، رسامة وفنانة أيضًا، كانت ترسم البسمة على وجوه الأطفال الذين تلتقيهم، لم يتبنّاها أحد من المؤسسات، فكانت تشتري زي "المهرّج" وحاجيّاته من بالونات ملونة وهدايا رمزية تُسعدُ بها قلوب الأطفال، فتطوّعت من أجل عمل تُحبّه.
تعاني جعابيص من آلام في جسدها بسبب الجروح والحروق، وهي بحاجة لإجراء عدة عمليات جراحية لها وبشكل مستعجل، إلا أن إدارة سجن “الدامون” تماطل في تقديم العلاج اللازم لها.