حلوى “المشبّك” وذكرى المولد النبوي.. إليكم الحكاية
القدس المحتلة – القسطل: هي الحلوى التي تُرافق المُناسبات الدينية في العاصمة المُحتلّة، ولا يخلو أي محل لبيع الحلويات منها، بل يقوم أصحاب تلك المحال المقدسيّة بتحضيرها مُسبقًا، قبل أيام من ذكرى المولد النبوي الشريف.
إنها حلوى “المشبّك” التي لا يحتاج تحضيرها وقتًا طويلًا بحسب ما يقول نظام أبو صبيح صاحب محل بوابة دمشق للحلويات في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
في الستينيّات فتح والد أبو صبيح محلًا للحلويات بمحتلف أنواعها في شارع الواد، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم وهم يبيعون “المشبّك” في ثلاث مُناسبات دينية؛ رأس السنة الهجرية، الإسراء والمعراج، وذكرى المولد النبوي.
يوضح أبو صبيح لـ”القسطل” أنّ الحلوى المشهورة في فلسطين بشكل عام، والقدس بشكل خاص في ذكرى المولد النبوي هي “المشبّك”، حيث ترى جميع محال الحلويات تقوم بتحضيرها وبيعها للناس ما قبل أيام من ذكرى المولد النبوي وفي اليوم ذاته أيضًا.
أما عن طريقة تحضير “المشبك”، يقول: “نضع الطحين والخميرة والنشا، ونعجنها مع الماء الدافئ، ثم تترك لمدة نصف ساعة أو يزيد لتتخمّر، ثم نبدأ عملية الصبّ بالزيت الحامي جدًا، على شكل دائري”.
بعدها يتم رفع المشبّك إلى الصبغة الصحيّة التي تحضّر مُسبقًا (باللون الأحمر)، ثم تُرفع وتوضع داخل القطر الذي يكون ثقيلًا أشبه بالعسل.
بعد ذلك يتم إخراج حلوى “المشبّك” بعد تصفيتها من القطر إلى الصحون التي يتم تحضيرها لبيعها للناس.
يُشير أبو صبيح إلى أن الأعوام السابقة كانت تشهد حركة شرائية قوية وإقبالًا من قبل الناس على شراء الحلويات حيث كان الأهل في الضفة والداخل يُنعشون الأسواق بتواجدهم الدائم فيها، وتحديدا في المناسبات الدينية، لكن بعدما عزل الاحتلال القدس من خلال جدار الفصل العنصري، لم يعد الإقبال كما السابق وقال: “رفع الله الغمة عن الأمّة”.
من عادة المقدسيين في هذا اليوم، أن يشتروا حلوى “المشبّك” ويذهبون للاحتفال بذكرى المولد النبوي في المسجد الأقصى المُبارك، ثم يوزّعونها على من تواجد هناك من الأهل والأحبة والأصدقاء والجيران.
وبات لافتًا في الآونة الأخيرة أن الأمر لا يقتصر على “المشبّك” فحسب رغم أنه الأشهر، إذ أصبح البعض يوزّع التّمر والسّكاكر، وآخرون يوزّعون المشروبات الساخنة كالقهوة والشاي، وبعض النسوة يوزّعن المعمول أو الشوكولاتة، ويتركن تلك المهمّة على أطفالهنّ، ويشجعنهم على حب الخير وحب الأقصى.