مرح باكير .. من طفلة جريحة إلى ممثلة الأسيرات بـ”الدامون”

مرح باكير .. من طفلة جريحة إلى ممثلة الأسيرات بـ”الدامون”

القدس المحتلة - خاص بالقسطل: شهر تشرين أول/ أكتوبر من كل عام، شهر يحمل المواجع لأهل القدس، وهو أحد الشهور التي تركت جُروحًا في النفوس يصعُب لأمُها، وفيه من الذكريات الأليمة ما يفوق قدرتهم على وصفها.

شهداءٌ وأسرى ومُصابون، جروح ما زالت في الأجساد تشهد على جرائم الاحتلال خلال عام 2015 وما تلاها، وأرواح مُحتجزة خلف قضبان السجون تنتظر حريّة علّها تكون قريبة.

مرح باكير (21 عامًا) هي إحدى الأسيرات المقدسيّات اللواتي أُصبن برصاص الاحتلال الإسرائيلي في هبّة الأقصى أو ما كان يُطلق عليها “انتفاضة السكاكين”، وتدخل اليوم عامها الاعتقالي السادس في سجون الاحتلال.

في الثاني عشر من تشرين أول/ أكتوبر 2015 أطلقت قوات الاحتلال النار على مرح بعدما غادرت مدرستها في حي الشيخ جراح بالقدس، ولم يكتفوا بواحدة، رصاصة تلو أخرى حتى نخرت 12 رصاصة جسدها، ما زالت تعاني آثارها حتى اليوم، بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن.

يحتجز الاحتلال مرح في سجن “الدامون” وهي من بين 39 أسيرة، تحبّ المطالعة، تقرأ العديد من كتب الفلسفة والعلوم السياسية والتنمية البشرية، وهي تعمل على إنشاء كتيب يحمل تلخيصًا لما ورد في تلك الكتب، وما استخلصته من عبر ودروس إلى جانب دراسة الخط العربي بشكل متقن.

مرح التي نجحت في الثانوية العامة داخل السجون، تريد أن تدرس المحاماة عقب خروجها من سجون الاحتلال لتدافع عن الحق وتقف ضد الظلم، لكن قبل أن تخوض ذلك، تفكر في أن تدرس في البداية التصوير والصحافة لتكتب من خلالها معاناة الشعب تحت الاحتلال وتصور حياتهم وحقوقهم المسلوبة من خلال قلمها الحر.

أما عن وضع مرح الصحي، فهي تعاني مرح اليوم من انخفاض حاد في الدم، وانخفاض كريات الدم البيضاء رغم حصولها على الفيتامينات والحديد، وهذا ما يستدعي إجراء عدة فحوصات لمعرفة سبب ذلك.

كما تعاني أيضًا من أوجاع بسبب "البلاتين" الذي وُضع في يدها جراء إصابتها بالرصاص، إلى جانب ضعف النظر، لافتة إلى أنها لم تكن تلبس نظارتها ما قبل الاعتقال بشكل دائم، لكنها اليوم تلبسها في كل الأوقات.

لجنة أهالي الأسرى المقدسيين قالت إن مرح تلك الطفلة الصغيرة التي دخلت السجون وهي قاصر وجُرحها ينزف، عضّت على آلامها وجروحها ومضت في طريقها داخل زنازين الظلم، تابعت دراستها العلمية واجتازت الثانوية العامة بنجاح، وسلكت طريق الكبار في مساعدة الأسيرات والتخفيف عنهن، ما أهّلها لاحقًا كي تُصبح ممثلتهنّ داخل سجن “الدامون”، تُواجه إدارة السجن الظالمة وتنتزع حقوق الأسيرات.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: