يوجِعونهم في موتاهم .. كيف ردّ المقدسيون على انتهاك حُرمة مقابرهم مجددًا؟
القدس المحتلة - القسطل: “أنا قاعد عالقبر علشان أحميه من الدفن، متل ما عملوا بالقبور التانية”، هكذا يحمي المقدسي قبور أهله حينما لا يجد من يقف بجانبه، يُهدم منزله ويُعتقل نجله، ويُقتلُ شقيقه برصاص الاحتلال وتُنتهك حُرمة مقابره ولا أحد يقف بجانبه.
منذ ساعات الصباح الباكر، وطواقم من سلطة الطبيعة التابعة للاحتلال اقتحمت مقبرة الشهداء -الامتداد الشمالي للمقبرة اليوسفية- وشرعت بأعمال كبيرة فيها، منها وضع قضبان حديدية حولها، وتهيئة أرضيّتها بالتراب.
هبّ بعض المقدسيين إلى المقبرة، ووجه الشرطي “الإسرائيلي” حديثه للمقدسي “أبو علاء” الرويضي قائلًا: “روح من هون”، فرد عليه: “وين نطلع.. احنا عند قبورنا”.
يقول الرويضي لـ”القسطل”: “أنا قاعد على القبر علشان أحميه من الدفن (أي طمره بالتراب الذي وضعوه في المقبرة)، مثل ما عملوا بالقبور السابقة”.
ويضيف أن “سلطة الطبيعة” اقتحمت برفقة عناصر الشرطة وجرافتين مقبرة الشهداء، خلال ساعات الفجر، وبدأت بعمليات التجريف والطمر بالتراب، كما وضعت القضبان الحديدية حول المقبرة.
“قتلة ومجرمون” هذا ردّ مقدسي آخر على استمرار عمليات التجريف والطمر وتكسير الأشجار رغم الاحتجاجات والاعتراضات من قبل عدد من الفلسطينيين.
وقال موجهًا الحديث لطواقم “سلطة الطبيعة”: أنتم المجرمون هنا، قتلة، تلعبون بعظام المسلمين، دولتكم دولة إرهاب (..) هذه الأرض ليست ملك البلدية ولا ملككم بل خاصة وفلسطينية”.
ورفضت محكمة الصلح التابعة للاحتلال الأسبوع الماضي، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال وما تسمى بـ “سلطة الطبيعة” من الاستمرار في أعمال الحفر والنبش في قبور الموتى، في أرض مقبرة الشهداء المجاورة للمقبرة اليوسفية.
وقال المحامي مهند جبارة الذي يترافع باسم لجنة رعاية المقابر في حديث سابق لـ”القسطل” إن “محكمة الصلح لم توافق على القرار الذي قدمناه من أجل وقف أعمال الحفر والنبش في المقبرة اليوسفية، وصادقت على استمرار هذه العمليات”.
وشدد على أن هذا القرار خطير ومفاجئ لا يتعاطى مع حقائق الأمور، ولا يأخذ بعين الاعتبار قدسية المكان، وخطورة نبش القبور وظهور عظام الموتى، و المس بمشاعر المسلمين في القدس والعالم.
يشار إلى أن مقبرة الشهداء تحوي “صرح الشهيد” وعددًا من القبور القديمة والحديثة، مساحتها تبلغ نحو أربعة دونمات، وهي الامتداد الشمالي لمقبرة اليوسفية والتي تعرّضت للعديد من الانتهاكات “الإسرائيلية” على مدار السنوات الماضية.
وتنوي بلدية الاحتلال إقامة حدائق توراتية ومدرجات تطلّ على سفوح جبل الزيتون شرقي القدس على أرض المقبرة، وقامت خلال السنوات الماضية بتغيير المعالم المحيطة بها من خلال أعمال ادّعت بأنها “عمليات ترميم”.