المقدسية أم علاء نبابتة.. هرّعت لتتفقد قبر ابنها فاعتدت عليها شرطة الاحتلال
القدس المحتلة- القسطل: هرّعت صباح اليوم إلى المقبرة اليوسفية لتتفقد قبر ابنها علاء، فاعتدى عليها عناصر شرطة الاحتلال وحاولوا منعها من الدخول، وبعد أن دخلت رغماً عنهم وقرأت له الفاتحة، هاجموها مرةً أخرى فوق القبر، هذا ما حدث مع المقدسية أم علاء نبابتة في المقبرة اليوسفية اليوم.
وروت لـ القسطل بملامحٍ مُرهقة وعيون حزينة، قائلة "صحيح أن الروح تصعد عند الله -سبحانه وتعالى- ولكن هذا قبر ابني.. أعيش كل يوم نفس الشعور، كل يوم آتي إلى هنا للاطمئنان على قبر ابني علاء؛ بسبب عمليات التجريف والنبش التي يمارسها الاحتلال في المقبرة، ولن أسمح لهم بجرفه .. لو على جثتي".
وتابعت نبابتة “كُنا نعاني من ذات المشكلة في مقبرة باب الرحمة عند قبر ابني بهاء، وذات الشرطي الذي اعتدى عليّ الآن، اعتدى عليّ في حينها، واعتقلوني ثم حاكموني بالمحكمة.. حسبي الله ونعم الوكيل".
وبعد أن جلست بجانب قبر ابنها، وقرأت له الفاتحة واطمأنت عليه، تهجم عليها عناصر شرطة الاحتلال مرةً أخرى، وأجبروها على الابتعاد بالقوة تمهيداً لجرف ما حوله، في حين تشبثت بقبره ورفضت المغادرة، ورددت وهي تبكي: "لن أخرج من هنا.. علاء يمّا.. ابتعدوا عنّي، دعوني أموت بجانبه".
ومنذ ساعات الصباح الباكر، اقتحمت طواقم من "سلطة الطبيعة" التابعة للاحتلال مقبرة الشهداء -الامتداد الشمالي للمقبرة اليوسفية- وشرعت بأعمال كبيرة فيها، منها وضع قضبان حديدية حولها، وتهيئة أرضيّتها بالتراب.
وهبّ مقدسيون احتجاجاً على مواصلة انتهاك المقبرة، وطمس معالمها وتهويدها بغية إقامة مخطط الحدائق التوراتية، فيمّا اعتدت عليهم عناصر شرطة الاحتلال وحاولت منعهم من الدخول إلى المقبرة.
وكانت هذه الطواقم قد حطّمت قبوراً وشواهد فيها، وحفرت بعضها حتى ظهرت رفات الشهداء، ما أدى إلى غضب في الشارع المقدسي بسبب انتهاك حرمة المقابر.
ورفضت محكمة الصلح التابعة للاحتلال الأسبوع الماضي، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال وما تسمى بـ “سلطة الطبيعة” من الاستمرار في أعمال الحفر والنبش في قبور الموتى، في أرض مقبرة الشهداء المجاورة للمقبرة اليوسفية.
يشار إلى أن مقبرة الشهداء تحوي “صرح الشهيد” وعدداً من القبور القديمة والحديثة، مساحتها تبلغ نحو أربعة دونمات، وهي الامتداد الشمالي لمقبرة اليوسفية والتي تعرّضت للعديد من الانتهاكات “الإسرائيلية” على مدار السنوات الماضية.
وتنوي بلدية الاحتلال إقامة حدائق توراتية ومدرجات تطلّ على سفوح جبل الزيتون شرقي القدس على أرض المقبرة، وقامت خلال السنوات الماضية بتغيير المعالم المحيطة بها من خلال أعمال ادّعت بأنها “عمليات ترميم”.
. . .