شارع القدس في بيرنبالا.. كيف حوله الجدار "الإسرائيلي" إلى ممر مهجور فقير؟
القدس المحتلة - القسطل: تميزت بلدة بيرنبالا الواقعة شمال غرب القدس بكونها مركز جذب للسكان والتجارة بحكم موقعها الجغرافي الذي يتوسط مدينتي القدس ورام الله، وكانت أسواق شارع القدس فيها، كفيلة بسدّ حاجات سكانها وزوارها. لكن بعد عام 2004، ومع اكتمال بناء الجدار الفاصل، أصبح الشارع عبارة عن ممر مهجور فقير، وتراجع اقتصاد البلدة ككل وبشكل لافت.
يقول رئيس مجلس بلدية بيرنبالا بهجت النبالي لـ القسطل "كان شارع فلسطين في بلدة بيرنبالا من أهم الشوارع، إذ شكل مفترقا ومركز تقاطع لطرق لمنطقة القدس والداخل المحتل، ولكن بعد بناء الجدار شلت الحركة الاقتصادية، مضيفا أن الشارع" أصبح مهجورا خاليا من السكان، والمحلات التجارية مغلقة والوضع سيء والمصالح تعطلت".
ويكشف النبالي عن محاولات باءت بالفشل لفتح بوابة في الجدار مثل الجيب ودور الخلايلة، وذلك لإنعاش الاقتصاد والتجارة. ونتيجة للوضع الاقتصادي السيء، ما يقارب 80 % من سكان القدس الذين كان يقنطون البلد هاجروا لمناطق أخرى".
ويتابع النبالي "المسافة بين بيرنبالا وحي الماصيون قصيرة، لكن في البلدة ثمن إيجار الشقة 200 دولار بينما في الماصيون يصل 1000 دولار".
ويستذكر ناصر الشريف وهو تاجر كان يمتلك محلات تجارية للأدوات الصحية في بلدة بيرنبالا كيف كان الشارع مكتظ بالسكان والمحلات التجارية المتنوعة، ولكن بعد الجدار أعدمت الحركة بشكل كامل وشلت الحركة التجارية، وتعطلت المصالح بسبب القرب من الجدار، وأدى إلى إغلاق محله التجاري بعد سنوات قليلة.
ويروي المقدسي رفيق أبو سنينة، والذي كان يعيش في منطقة المواحل في بيرنبالا بسبب النشاط والحركة الاقتصادي التي كانت يتميز فيها، وقربها من الداخل والقدس ولكن بعد بناء الجدار بسنوات قام بشراء شقة في منطقة كفر عقب.
ويقول لـ القسطل إن الجدار قسم القرية ومن الصعب الوصول للقدس والآن المنطقة مهجورة ولا يوجد إضاءة، وتكاثرت الكلاب الضالة، وزادت عمليات السرقة، وقد هاجرت عائلات بأكملها من هناك.
ويقول يونس عرار رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن قرى شمال غرب القدس تم عزلها بشكل كامل عن المناطق الأخرى من خلال الجدار والشوارع الالتفافية، إذ أن الشوارع بين القرى يتم إغلاقها بكل سهولة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
ويضيف في مقابلة مع القسطل أن وضع بلدة بيرنبالا مشابه لبلدة الرام قبل الجدار كانت منطقة حيوية ونشيطة تجاريا مع القدس ورام الله ولكن بعد بناء الجدار عزلت البلدة عن محيطها، وأغلقت وتضررت المحلات التجارية.
ويشدد عرار على أن هدف الاحتلال الإسرائيلي ضرب مقومات الاقتصاد الفلسطيني بجعلها منطقة معزولة، وإفقارها عبر حصارها، وهذا شكل من أشكال الحرب الاقتصادية.
. . .