"سيدك مش مدفون هون".. ما الذي يحصل في المقبرة اليوسفية؟
القدس المحتلة - القسطل: لليوم الثالث على التوالي، تواصل سلطة الطبيعة التابعة للاحتلال انتهاكاتها بحق مقبرة الشهداء التابعة للمقبرة اليوسفية في مدينة القدس المحتلة.
وأفادت مراسلة “القسطل” أن قوات من شرطة الاحتلال وطواقم من “سلطة الطبيعة” اقتحمت صباح اليوم الأربعاء، المقبرة، وشرعت بإغلاقها بالألواح الحديدية؛ لمنع دخول المقدسيين.
وأضافت أن شرطة الاحتلال منعت الطواقم الصحفية من الدخول للمقبرة، وعرقلت عملها في تغطية اعتداءاتها على قبور المسلمين لليوم الثالث على التوالي، رغم الاحتجاجات المقدسية.
وما تزال طواقم الاحتلال تعمل على حفر وتجريف مقبرة الشهداء التي شهدت مؤخرًا ظهور رفات الشهداء والموتى وتكسير عظام بعضها بفعل الآليات.
بدكش تطلع.. بطلعك بالقوة!
وقال المقدسي جواد برقان لـ”القسطل” إن أحد عناصر شرطة الاحتلال منعه من الوصول إلى قبر جدّة في مقبرة الشهداء. وأضاف “قال لي الشرطي، سيدك مش مدفون هون، ازا ما بدّك تطلع من المنطقة، بطلعك بالقوّة”.
“لعبوا في العظام، وإذا استمرّينا في هذا الصمت سيفعل الاحتلال بنا أكثر من ذلك.. أين الأوقاف.. أين السلطة.. لا يوجد أحد سوى بعض كبار السنّ والشبان المقدسيين”.
ردود فعل حول الاعتداء..
بدوره، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمقابر الإسلامية في القدس المحتلة، يأتي في إطار محاولاته تغيير الطابع الجغرافي والديمغرافي في المدينة.
وأكد أن الاحتلال يسعى من وراء استهداف القبور والمقدسات إلى إقامة ما تسمى بـ"الحديقة التوراتية"، وطمس الحضارة والتاريخ والآثار الإسلامية، مشددًا على أن الأمتين العربية والإسلامية تتحملان المسؤولية الكبرى حول استهداف هذه المقدسات وتدنيس حرمتها.
وقال القيادي في حركة “حماس” الشيخ حسن يوسف إن “ما يحدث في القدس وصمة عار في جبين كل إنسان يصمت على ما يجري ولا يتحرك نصرة لعظام المسلمين”.
وتساءل: “ أين النخوة العربية والإسلامية مما يجري بحق قبور المسلمين في مقبرة اليوسفية، كيف تقبل مثل هذه المشاهد وتبقى صامتًا وساكتًا على هذه الجريمة”.
وأضاف أن “هؤلاء أموات لا يجوز للاحتلال التفرد بهم وهو يريد أن يحل في كل مكان حتى في مقابر الأموات”.
وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من استمرار سلطات الاحتلال الاعتداء على المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وما قد ينجم عنه من عواقب خطيرة.
وقالت الهيئة إن قيام جرافات الاحتلال بتجريف وتحطيم الأضرحة في المقبرة اليوسفية يشكل عملاً إجرامياً يتنافى مع جميع المبادئ والقيم الإنسانية.
وبيّنت أن “الهجمة على مقابر القدس تشكل حلقة من حلقات الاستهداف المتعمد والمبيّت للمقابر الإسلامية في القدس ويافا، وهو مشروع صهيوني يستهدف طمس الهوية الفلسطينية واقتلاع كل ما هو عربي”.
ودعت الهيئة الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها من عدوان أصبح يشكل خطرًا على هويتها العربية الإسلامية، كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية والقيام بإجراءات فعالة في كبح جماح العدوان الإسرائيلي على مدينة القدس.
وقالت القوى والفعاليات الوطنية والإسلامية في مدينة القدس إن ما تقوم به حكومة الاحتلال وجمعياتها التلمودية والتوراتية من انتهاكات وتعديات على مقابرنا في مدينة القدس، وإقامة ما يسمى باحتفال متحف "التسامح" على رفات أمواتنا في مقبرة مأمن الله، يؤكد أن حكومة الاحتلال وجمعياتها التلمودية والتوراتية، ماضية في مخططاتها ومشاريعها لإقامة مسارات وحدائق تلمودية وتوراتية ومدرجات على مقابرنا، من أجل طمس كل المعالم للوجود العربي الإسلامي- المسيحي في القدس، وشطب كلي للرواية العربية الفلسطينية، والتغير الكلي للمشهد في هذه المدينة العربية الإسلامية، لكي يبدو المشهد يهودياً تلمودياً توراتياً وليس عربياً إسلاميا – مسيحياً.