مُصوّر مقدسي يُطلق مُبادرة “فكّر بغيرك في التعلّم عن بُعد”
القدس المحتلة - القسطل: أطلق المصوّر المقدسي فادي عميرة مبادرة “فكّر بغيرك في التعلّم عن بُعد” إزاء وضع التعليم الإلكتروني الذي نتج جرّاء تفشّي فيروس كورونا في البلاد بشكل كبير.
فادي عميرة مصور فلسطيني، ومدير مركز طبي في القدس، ومدرب طواقم طبية على برامج الحاسوب، كما أنه يعمل كأستاذ في مجال التصوير والتسويق.
يقول عميرة إن لديه أربعة أطفال، يتعلمون عن بُعد في الوقت ذاته، وكل طفل يحتاج لجهاز خاص به لمساعدته في التعليم، ما اضطره إلى تشغيل جميع هواتفه القديمة وأجهزة الحاسوب الموجودة في المنزل لمساعدة أطفاله في عملية التعلّم عن بُعد.
ويُبيّن أننا نعيش في أوضاع غير مريحة وصعبة، من حيث قلة الوعي في التعامل مع فيروس كورونا، والتحوّل إلى التعليم عن بُعد في كافة مدارس البلاد، متسائلًا “كيف يُمكن للعائلات الأخرى تدبُّرَ أمورِها في توفير الأجهزة، خاصة إذا كان عدد الطلاب فيها كبيرًا؟”.
كانت إجابة عميرة لوالدته التي سألته السؤال ذاته “كيف الفقراء اللي عندهم عدد من الأطفال، قادرين يوفروا أجهزة للتعلّم عن بُعد لأطفالهم؟”.. “لا أعتقد قادرين يدبروا حالهم”، هكذا كانت إجابته.
هذا السؤال جعل عميرة يفكّر بمبادرة أطلق عليها “فكّر بغيرك في التعلّم عن بُعد”، تقوم على جمع الأجهزة القديمة المهجورة في المنازل بحيث يتم استصلاحها حتى تعود للعمل، ثم تُقدّم للعائلات المحتاجة والأسر الفقيرة.
وأطلق مبادرته تلك، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مُعلنًا للجميع أن من لديه أجهزة لا يستخدمها ويُمكن استصلاحها مثل؛ جهاز تلفون، تابلت، لاب توب قديم، أن يتواصل معه، كما فتح باب التطوع لكل الشبّان والشابات ممن لديه دراية في مجال تصليح الأجهزة.
تفشي فيروس كورونا تسبّب في خلق وضع تعليمي غير مستقرّ، خاصة “التعليم عن بُعد”، الذي لاقى معارضة واسعة سواء من قبل الطلاب وذويهم أو من قبل المعلمين والمعلّمات، فهو يحتاج إلى مجهود مُضاعف من الطرفين، إلى جانب توفير أجهزة حديثة للتعامل مع التطبيقات التي يتم من خلالها شرح الدّروس، لكل طالب في العائلة، وهذا صعب بالنسبة لهم.