شرطة الاحتلال تعتدي على المتضامنين مع عائلات الشيخ جراح
القدس المحتلة - القسطل: اعتدت قوات الاحتلال مساء أمس الثلاثاء، على المتضامنين مع عائلات حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وأفاد مراسل القسطل أن مجموعة من المقدسيين تضامنت أمس مع أهالي حي الشيخ جراح، الذين أعلنوا أمس عن رفضهم مقترح “التسوية” الذي اقترحته محكمة الاحتلال “العليا”.
وأضاف أن عناصر من شرطة الاحتلال تواجدت في الحي بالتزامن مع هتافات الشبّان التضامنية مع العائلات، حيث حاولت التضييق عليهم ومنعهم من التواجد.
وهتف الشبّان أمام شرطة الاحتلال “ما بنتنازل ما بنبيع.. هاي القدس مش للبيع”، و”عالمكشوف عالمكشوف.. مستوطن ما بدنا نشوف”.
واعتدت شرطة الاحتلال على بعض الشبّان بالضرب والدّفع، محاولة تفريغ المكان.
وكانت عائلات حي الشيخ جراح قد قررت أمس رفضها بالإجماع مقترح “التسوية” المقترح من قبل محكمة الاحتلال التي كانت ستجعلهم بمثابة “مستأجرين محميين” عند الجمعية الاستيطانية “نحلات شمعون”، وتمهد تدريجيًا لمصادرة حقهم في أرضهم.
وجاء في البيان الذي نشرته العائلات، الثلاثاء، أن هذا الرفض يأتي “انطلاقًا من إيماننا بعدالة قضيّتنا وحقنا في بيوتنا ووطننا بالرغم من انعدام أي ضمانات ملموسة لتعزيز وجودنا الفلسطينيّ في القدس المحتلة من قبل أي جهة أو مؤسسة”.
وأضافت العائلات: “ندرك أن تهرُّب محاكم الاحتلال من مسؤوليتها في إصدار الحكم النهائي، وإجبارنا على الاختيار بين التهجير من بيوتنا أو الخضوع لاتفاق ظالم، ما هو إلّا امتداد لسياسات استعمارية تهدف لشرذمة التكافل الاجتماعي الذي حققه الشعب الفلسطيني في الهبة الأخيرة، ومحاولة لتشتيت الأضواء عن الجريمة الأكبر، التطهير العرقي الذي يرتكبه الاحتلال ومستوطنوه، نحن لا نقبل أن تسوّق صورة احتلال منصف على حسابنا، ولن نرضى بأنصاف الحلول”.
وأكدت أنه “كان للشارع الفلسطيني دور مصيري في صياغة الرأي العام المحلي والعالمي ضد سياسات الاستعمار الاستيطاني، وبالتالي فإننا نعوّل عليه ألّا يقع في فخ الاحتلال لتمزيق الوحدة الوطنية والحاضنة الاجتماعية التي حققناها سويًا الصيف الماضي في انتفاضتنا الشاملة ضد التطهير العرقي، ونأملُ من شعبنا العظيم أن يؤازرنا في تبعات موقفنا الرافض والتي نعلم أنها ستكون ثقيلة ولا يصدها إلا التكاتف الشعبي”.
وشددت على أن حكومة الاحتلال تتحمل بشكل كامل مسؤولية سرقة بيوتنا، كما تتحمل المسؤولية بشكل موازي السلطة الفلسطينية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) والمملكة الأردنية الهاشمية، التي بنت الشيخ جراح كمشروع لإسكان اللاجئين عام ١٩٥٦ واعطتنا الحق الكامل في ملكية الأرض. نطالب المجتمع الدولي – الذي ندد دائما ضد تهجيرنا وأسماه جريمة حرب- أن يقف عند مسؤولياته ليردع المحاكم الإسرائيلية عن طردنا من حيّنا الذي سكنّاه ودافعنا عنه لأجيال وأجيال.. آن الأوان أن تنتهي نكبتنا، لنعيش مع أبنائنا وبناتنا من دون شبح التهجير”.